بعد انتهاء صلاة العيد بقليل، يجتمع شباب أحياء العاصمة المغربية الرباط، في مكان بعيد نسبيًا عن المنازل، ويستقبلون رؤوس الأضاحي لتبدأ عملية “الشي”، وسط دخان كثيف بسبب النار والحطب، أوقدوها لهذا الغرض. إنها مهنة موسمية تختفي طوال العام وتظهر فقط في أعياد الأضحى، وتشكل ملاذًا للكثير من الشباب الباحثين عن مورد رزق إضافي. بعد ذبح الأضحية، تعمل الأسر على تقطيعها في حين يتم الاستعانة بشباب الحي لشي رؤوس الأضاحي، بعد أن يتجمعوا في مكان بعيد نسبياً عن المنازل، ليمارسوا فيه عملهم. أربعة شبان يتعاونون، الأول يتكفّل بإضرام النار، والثاني يقوم بمهمة الشي، والثالث بعملية إزالة الشعر المحروق، في حين يهتم الرابع بتحصيل أجرتهم. وغير بعيد عن المكان يتجمع المواطنون، منهم من ينتظر رأس الأضحية، ومنهم من يشاهد المنظر، ومنهم من يلتقي بمعارفه في المكان ذاته، ليتبادلوا تهاني العيد. “الحاجة زهور”، تقول إن لجوء الأسر إلى شيّ رؤوس الخرفان، بسبب صعوبة القيام بالأمر في المنزل، إضافة إلى شقق المدن الصغيرة، التي تحول دون القيام بذلك. وأضافت الحاجة زهور في تصريح للأناضول، إنه في السنوات الماضية، كانت النسوة تشوي الرؤوس في المنازل، أو في الأفنية، خصوصًا في الأرياف والمدن الصغيرة، أما المدن الكبيرة فجميع الأسر تقريبًا تستعين بشباب الحي، الذين يقومون بالأمر مقابل 20 درهمًا (2 دولار)، لشيّ الرأس، والأرجل الأربعة.