في الوقت الذي حضيت فيه دول ثلاث عظمى هي أمريكا القوة الأولى في العالم وكندا القوة السادسة في العالم، والمكسيك أحد البلدان الاقتصادية الكبرى، بحصولها على 134 صوتا، فان المغرب الذي تعرض الخذلان والطعن بقيادة السعودية حصل على 65 صوتاً رغم كونه بلداً نامياً وناتجه الخام لا يتعدى الناتج الداخلي لأصغر مدينة أمريكية. وبغض النظر عن مجال المقارنة بين المغرب والدول الثلاث، فان الإصوات التي تكون قد حصلت عليها هذه البلدان هي 44 صوتاً لكل بلد. ولولا الطعن والغدر الذي تعرض له المغرب من طرف السعودية فان عدد الأصوات التي كانت محسومة هي 88 صوتاً، دون الحديث عن أصوات آسيا التي قامت السعودية لاستمالتها بينها أفغانستان و باكستان و نيبال. منافسة ملف لثلاث دول عظمى اجتمعت لمواجهة المغرب هو في الوقت ذاته شرف، يجب على المغاربة أن يفتخروا به. في المقابل، فان العمل الذي قامت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووزارة الشباب والرياضة كشفت عن شيء مؤكد وهو أن العمل الذي تم القيام به على مستوى القارة الإفريقية، عملٌ أعطى أكله بل وأظهر للمغاربة أن أفريقيا التي اختارها المٓلك محمد السادس كوجهة للمغرب ثقافياً و اقتصادياً و انسانياً، هو اختيار صائب، وجب الاستمرار فيه. وبالحذيث عن المشاريع التي كانت مقررٌ اطلاقها بالتزامن مع ترشيح المغرب، فان تطبيقها بشكل عملي وعلى مستويات متقطعة سيجعل من المغرب بلداً ذَا مصداقية لدى أعدائه قبل أصدقائه، وسيجعلنا مؤهلين لاستضافة المونديالات المقبلة دون الحاجة لأحد من أتباع ‘هِند آكلة لحوم البشر'.