بعد إعلان العديد من السياسيين الفرنسيين من ضمنهم مرشحون رئاسيون دعمهم الكامل له في مواجهة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان في الدور الثاني لرئاسيات فرنسا بات “إيمانويل ماكرون” الأقرب لدخول قصر الإليزيه خلفاً ل”فرانسوا هولاند”. ماكرون البالغ من العمر 39 سنة و الذي شغل سابقا منصب وزير الاقتصاد في إحدى حكومات الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند بات يشكل ظاهرة سياسية حقيقية في فرنسا. و ليس الفرنسيون وحدهم من يتابعون باهتمام سباق الوصول ل”الإليزيه” بل إن الدول المغاربية ومنها المغرب تتابع عن كثب من سيخلف “فرانسوا هولاند” في رئاسة الشريك الإقتصادي و السياسي الكبير للمغرب. “ماكرون” له مجموعة من المواقف و التصريحات المثيرة للجدل و التي أطلقها في حملته الإنتخابية كما زار الجزائر حيث صرح آنذاك أن الإستعمار الفرنسي للجزائر جريمة ضد الإنسانية وهي إشارة منه إلى أن الإستعمار الفرنسي لدول أخرى ومنها المغرب كان أمراً غير مشرف. و اعتبر “ماكرون” أن الاستعمار فتح المجال لأعمال عنف تجاهلت انسانية الضحايا معربا عن رفضه لانكار الماضي الاستعماري لفرنسا، مشيرا إلى أن المغرب ذو سيادة يجب احترامها و ذلك في حديث سابق ل”جون أفريك”. وفيما يخص العلاقات المستقبلية مع بلدان المغرب العربي اكد ماكرون ان هذه البلدان “شريك اساسي” في اطار المبادرة الموجهة للبحر المتوسط و افريقيا” التي يعتزم الشروع في تطبيقها بمجرد مباشرة مهامه و اوضح ان “فرنسا تقيم علاقات قوية مع الجزائر و المغرب و تونس قائمة على علاقات انسانية ومصالح مشتركة هذه البلدان شريكا اساسيا في اطار المبادرة الموجهة للمتوسط و افريقيا التي سأشرع في تطبيقها بمجرد مباشرة مهامي”. ورفض التعليق على طبيعة العلاقات بين المغرب و الجزائر لان “الأمر يتعلق-كما قال- ببلدين ذوي سيادة”. و اكد قائلا بهذا الشأن “أؤمن كثيرا بمصلحة بلدان المغرب العربي في التعاون اكثر و تكثيف علاقاتها الاقتصادية التي تبقى ضعيفة بنفس الطريقة التي تطور بها علاقاتها مع باقي بلدان القارة الافريقية”.