بات ملف «الرياضيين الأشباح»، الذين يتقاضون أجورهم من وزارة الشباب والرياضة دون أن يزاولوا مهامهم يثير جدلا يزداد ويتوسع. مؤخرا عقد محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة اجتماعا مع عدد من هؤلاء الأبطال الموظفين، بينما غابت بعض الأسماء كهشام الكروج وعادل بلقايد ويونس العيناوي. خلال الاجتماع سجل عدد من الرياضيين الذين حملوا راية المغرب عاليا، أن كلمة «الأشباح» مضرة في حقهم، وفي حق مسارهم الرياضي، وأنه يجب تصحيح هذا الوضع، من خلال البحث عن صيغة ملائمة للعمل، تضع النقاط على الحروف وتحدد المسؤوليات. وإذا كانت كلمة الرياضيين الأشباح مضرة فعلا وتعكس واقعا يجب أن يتغير، إلا أن من الواضح أن أطرافا عديدة تتحمل المسؤولية، فعلى امتداد سنوات ظل هؤلاء الرياضيون يستفيدون من هذا الريع الوظيفي، دون أن يزاولوا أية مهمة على أرض الواقع، وبطبيعة الحال فإن المسؤولين الوزاريين السابقين يتحملون المسؤولية، بما أنهم ظلوا يغمضون عيونهم، ويترددون في فتح هذه الملفات، بما أن الأمر يتعلق بأبطال رفعوا راية المغرب عاليا، ومثلوه في المحافل الدولية، ويخشون من أن يضعوا أيديهم في المجهول. اليوم، عندما لاحت بوادر إرادة لتصحيح الوضع لم يستسغ بعض الرياضيين هذا الأمر، ومنهم من ظل يقول إنه مستهدف، وأن الخدمات التي قدمها للبلد تعفيه من أداء مهام مقابل الراتب الذي يحصل عليه، وغيرها من التبريرات الواهية، في وقت تقف فيه جيوش من المعطلين أمام بوابة البرلمان لتطالب بحقها في الشغل وفي الحياة. في العديد من البلدان يمثل البطل الرياضي رمزا وصورة للبلد، بل إنه يدافع عن القيم الإنسانية النبيلة ويعطي المثل في التضحية وفي المواطنة، بل إن منهم من يصرف من ماله الخاص على مشاريع خيرية، وعلى أهداف مازال لم يدركها كثيرون. البطل عندما يتعلق بالرياضة فإن هدفه في البداية لا يكون هو البحث عن إعلاء راية البلد، ولكن البحث عن مجد شخصي وعن تحقيق ذاته وطموحاته، أما حكاية رفع راية البلد والتألق فإنها تأتي لا حقا، علما أن هذا البطل لا يقتسم أرباحه مع المغاربة، بل إنه لايدفع أي سنتيم لإدارة الضرائب مثلما هو معمول به في العديد من البلدان. لذلك من الضروري الاستمرار في فتح هذا الملف، فالوظيفة للرياضي يجب ألا تكون ريعا، والرياضي الذي جمع ما يغنيه يجب أن يتوفر على قليل من الحياء، ليقول إنه من العيب أن يتقاضى راتبا عن عمل لا يقوم به، علما أن هناك الكثير من الرياضيين الذين يمارسون عملهم ويقدمون صورة براقة عن الرياضيين الموظفين.