حين خرج المنتخب المغربي بخفّي حنين من كأس أمم إفريقيا 2012، ثارت الدنيا في المغرب. وطالب كثيرون، وأنا منهم، برحيل المدرب غيريتس الفوري مع تعويضه بمدرب مغربي. لكن الجامعة تعنّتت وجدّدت الثقة في مدرّب فاشل. حينها كان غيريتس قد خرج بتصريح غريب يقول فيه بأنّ بقاءه مدرباً للمنتخب بيد الملك محمد السادس وليس بيد مسؤولي الجامعة. حدث هذا قبل حوالي سنة من الآن، وكنت قد تناولت الموضوع في فقرة رأي بعنوان "غيريتس بغا يخلعنا بالملك". ومرّت الأيّام، ورحل غيريتس وعوّضه الطاوسي، وتأهل المغرب لكأس إفريقيا ليودّعها من جديد من الدور الأوّل.. فعادت "الثورة" من جديد. لكن هاته المرة رُفعت "ارحل" في وجه الفاسي الفهري رئيس الجامعة، وليس المدرب الطاوسي الذي قضى ثلاثة أشهر ناخباً وطنيا فقط. وفي "كونترأتاك" سريع.. بادر الفهري إلى ترويج الخطاب المشروخ، لردع منتقديه. وقال لمن حوله "بقائي رئيساً للجامعة من عدمه أمر بيد الملك محمد السادس وحده". فبعد غيريتس.. الفهري "بغا يخلعنا" بالملك. ويريد أن يوصل لنا اليوم رسالة مفادها بأن كلّ الانتقادات والأصوات المطالبة بتطبيق الديمقراطية ومحاسبة الجامعة وحتى حلّها، لأنّها تضرّ بالكرة المغربية، لا قيمة لها ولن تحرّك فيه ساكناً. لأنّه "جندي من جنود صاحب الجلالة"، وأنّه لن يغادر الجامعة إلاّ بقرار ملكي. أتساءل في حيرة اليوم، منذ متى أصبح الملك يعيّن أو يعفي رؤساء الجامعات. فصلاحيات الملك في دستور البلاد لا تقول ذلك. بل إن المعروف هو أنّ جامعة الكرة، ككلّ الجامعات الرياضية، يمرّ اختيار رئيسها عبر التصويت المباشر في الجمع العام السنوي. بل إنّ الدستور يربط المسؤولية بالمحاسبة، والفهري مسؤول يجب أن يقدّم الحساب على حصيلته. فالرجل يريد أي يدوم في كرسيه، لكن ليس بقوّة القانون أو العمل الإيجابي الذي يحقق النتائج، لكن بالقول "جابني الملك". يعني.. "سكتو وما تكلّموش راه سيدنا اللّي كيحكم". صحيح الملك يحكم ويسود، لكن بالقانون. و ما يقوله اليوم الفاسي الفهري هو حقّ أريد به باطل. وما أعرفه شخصيّاً عن الملك، و لا أحتاج لأحد ليقوله لي، هو ما قاله لنا جلالته بشكل مباشر سنة 2008 خلال المناظرة الوطنية للرياضة. فمن بين ما جاء في كلام الملك، مطالبته بدمقرطة الرياضة المغربية و النهوض بها و تحقيق النتائج الإيجابية. فأين أنت اليوم سيدي الفهري من هذا.. أين هي الديمقراطية في تسييرك للجامعة وأنت منذ مجيئك في 2009 لم تعقد جمعاً عاماً واحداً ولم تقدّم الحساب.. أين هي النهضة الكروية ونحن على عهدك نسير بالكرة المغربية إلى الوراء.. أين هي النتائج الإيجابية على عهدك و نحن نغادر كأس أمم إفريقيا من الدور الأول. أينك اليوم يا علي من كلام الملك الحقيقي بتطوير الرياضة. وإلى جانب الرسالة الملكية، فما أعرف أيضاً عن الملك، هو ما نقله عنه وزير الشباب والرياضة محمد أوزين الذي كشف بأن الملك خلال لقاءه به قال له: "طبّق القانون". وقانون التربية البدنية، يخوّل اليوم للوزير حلّ جامعة كرة القدم المغربية لأنّها تضرّ بهاته الرياضة. وفوق كلّ هذا وذاك.. الملك "ما كايخلعناش أسي علي الفاسي الفهري". بل إنّنا نحبّه ونحترمه، وهو شعور متبادل بين الملك وشعبه. أمّا أنت يا رئيس الجامعة فسأعيد لك آخر فقرة قلتها لك قبل أسبوع في هذا المكان أيضاً: "أتوسّل إليك لتركز في عملك الأصلي كمدير عام للمكتب الوطني للماء و الكهرباء، فهذا مجال "واقيلا كتفهم فيه". أمّا كرة القدم فهي عِلمٌ لا عِلمَ لك به. دورك الحقيقي اليوم هو أن تجد لنا حلاًّ يعفينا من دفع 800 و 1000 درهم و أكثر من أجل فاتورة الماء و الكهرباء. أمّا كرة القدم فلدينا عشرات من أبناء البلد الذين يفهمونها و يحبونها، و هم أهل لتسييرها." Ali.. Plzzz Goooooo !! *هذا العمود ينشر أيضاً عدد يوم الإثنين من جريدة "المساء الرياضي"