عقم تهديفي، جلوس على مقاعد البدلاء بدأ يتحول بمرور الوقت إلى أمر واقع، وعدم وجود تعاطف من جانب الجماهير، كلها أسباب حملت أليكسيس سانشيز إلى المرور بلحظته الأصعب منذ وصوله إلى برشلونة. يبدو التشيلي واحدا من قلائل لم يقنعوا خلال الموسم الحالي في برشلونة، الذي يسير بخطى ثابتة في جميع البطولات. كانت القشة التي قصمت ظهر البعير الهدفين اللذين أهدرهما بصورة لا تصدق أمام المرمى في التعادل الأسبوع الماضي 2-2 أمام ملقا في ذهاب دور الثمانية لبطولة كأس ملك إسبانيا. بعد المحاولتين الطائشتين، حاولت مدرجات ملعب "كامب نو" تشجيع المهاجم عبر الهتاف باسمه. رغم كل شيء فإن سقوطه المستمر في الشوط الثاني واختفاؤه من الدور الهجومي لفريقه تسببا في همهمة، ارتفع رنينها لحظة مغادرته الملعب في الدقيقة 73 تاركا موقعه لسيسك فابريغاس. وأكد مدرب الفريق تيتو فيلانوفا دفاعا عن لاعبه "ما يجب عمله مع أليكسيس هو محاولة مساعدته. إنه شاب وأمامه كل أمال العالم. لقد قلت له في الاستراحة إننا قد نسمح لأنفسنا بأن يخطئ، لكن ليس بألا يحاول. علينا حمايته والسماح له بأن يقدم كل الكرة التي يملك في داخله". في المقابل، لم يملك قطاع من الصحافة الأسبانية نفس التعاطف ساعة الحديث عن حاضر اللاعب. وكتبت صحيفة "أس" عنوانا قالت فيه "أليكسيس يهدر هدفين محققين ويستفز كامب نو"، فيما قالت "ماركا" إن "كامب نو يزداد انقساما ساعة تقييم أليكسيس". ويبدو تقييم موسم لاعب أودينيزي السابق صعبا للغاية: لعب 17 مباراة، بينها 11 كأساسي، وبالكاد سجل ثلاثة أهداف، أحدها في دوري أبطال أوروبا والآخرين في كأس الملك. ولم يتمكن المهاجم بعد من إنهاء عقمه التهديفي خلال 13 مباراة في الدوري، في الوقت الذي مر فيه أكثر من نصف البطولة. وأكد أندوني زوبيزاريتا المدير الرياضي لبرشلونة "أمر جيد أن تتاح فرص للمهاجمين. إحرازها أو عدم إحرازها أمر آخر، لكن أليكسيس سيستعيد بكل تأكيد حاسته التهديفية مرة أخرى". بعيدا عما تشير إليه الأرقام، يعي المدرب فيلانوفا أن أليكسيس متخصص في "اللعب المغطى" في خط الهجوم، وربما كان واحدا على الأرجح من أكثر الزملاء الذي يقدمون مساحات خالية للنجم ليونيل ميسي. من بين الأمثلة العديدة على ذلك الهدف الأول لبرشلونة في مرمى ريال بيتيس، عندما جذب التشيلي انتباه مدافعين اثنين وسمح للأرجنتيني "البرغوث" أن يدخل إلى المنطقة ويسجل. رغم كل شيء، يبقى أن لاعبا مثل الصاعد كريستيان تيو قد سجل هدفا أكثر رغم خوضه 500 دقيقة أقل، الأمر الذي يمثل جرس إنذار "للطفل المعجزة". في الوقت الحالي، سيواصل أليكسيس الكفاح من أجل استعادة مكان أساسي في التشكيل بعد أن فقده عقب إصابة لحقت به مع المنتخب التشيلي، واستعادة بدرو رودريغيز لأفضل مستوياته.