نجاح البارصا أصبح مال الدنيا وشاغل الناس. فهذا النادي الكطلاني العريق تحول من مجرد فريق لكرة القدم إلى أعجوبة من أعاجيب الزمن، خاصة وهو يضم الأرجنتيني ليونيل ميسي اللاعب الساحر، وثلة من الموهوبين، ومدربا يحسن إدارة المجموعة. ولكن دعكم من كل هذا وأجيبوني يرحمكم الله، كم منكم من يعرف رئيس المكتب المسير للبارصا؟ وكم منكم من يعرف حق المعرفة نائب الرئيس، والكاتب العام، والمسؤول الإداري، والناطق الرسمي، بل وحتى بعض المنخرطين؟ من دون شك أن كثيرين لا يعرفون أي أحد من هؤلاء، فقط لأنهم جنود خفاء حقيقيون، يهيئون الأرضية للمدرب، وللاعبين، قبل وأثناء وبعد المباريات، وينسحبون في هدوء، ودون شوشرة، إلى الخلف حيث مكانهم الطبيعي في الكواليس، مثل كل الذين يديرون عملا مسرحيا، ويهمه فقط أن ينال إعجاب الجمهور، ويكون له أثر بالغ في المجتمع، ويبقى خالدا إن أمكنهم ذلك. عندنا الأمر معكوس تماما، فأنت تعرف الرئيس، ونائب الرئيس، والناطق الرسمي، وغير الرسمي، والمسؤول الإداري، بل وحتى جملة من المنخرطين، لأنهم غالبا ما يظهرون في مقدمة الصورة، يأتي إما إلى جانبهم، في الزحام، أو خلفهم، اللاعبون والمدرب، ومساعد المدرب، الذين هم فاعلون مؤقتون، يمكنه أن "يهزهم الماء" في أي لحظة. هل عرفتم لماذا نجحت البارصا وغيرها؟ لقائل أن يقول إن الجمهور في إسبانيا، وفي أوروبا بشكل عام، يعرف المسؤولين أيضا ومن افترضنا نحن أنهم يشتغلون في الكواليس. ونقول له يا أخي ما عليك إلا أن تتبع ما يكتب يوميا في الصحف الأوروبية، وما يبث في القنوات الرياضية، وستتأكد أن المسؤولين لا يظهرون إلا لماما؛ أي حينما يكون ظهورهم ضروريا ولا مناص منه، وإلا فهم يشتغلون في صمت، تاركين للمدرب واللاعبين، والطاقم الأساسي، فرصة أداء مهمته بسلام. إنهم ينجحون لأن الأهم بالنسبة إليهم أن يصعد نجم الفريق، ويبقى متألقا باستمرار، ولا ننجح لأن من يسيرون يلبسون، كل صباح، "التوني"، وينزلون إلى الملعب، حيث يدربون، ويتدربون، ويشجعون، ويهتفون، ويلوحون بأيديهم، ويتحدثون إلى وسائل الإعلام. فلا يبقى مكان لأحد سواهم. ولهذا فكثيرا ما يسمع أحدنا مسؤولا يقول:"الفرقة ديالي"، حتى وهو، مثلي، أقرع.