في شهر مارس من السنة الماضية، كان موضوع الشغب حاضرا بقوة في المعرض الدولي للرياضة الذي أقيم بمدينة مراكش، وفي الوقت الذي قلل فيه مسؤولون مغاربة من حدة الظاهرة بالمغرب، لم يتردد الإنجليزي كريس هيتون، مسؤول الأمن بالفيفا والعضو السابق في"الأنتربول" في دق ناقوس الخطر، وفي التأكيد لمخاطبيه المغاربة، أن الشغب خطر داهم، ثم أبدى خشيته من أن يتحول العنف في الملاعب المغربية إلى عنف منظم، داعيا إلى سرعة التعاطي معه من أجل تطويقه، قبل أن يتحول إلى «إعصار» يأتي على الأخضر واليابس. مسؤول الأمن بالفيفا، قال أيضا إنه عندما يتعرض أي شخص لمحاولة اعتداء بآلة حادة فإنك لن تقوم ببحث اجتماعي لمعرفة أسباب قيامه بذلك، بل ستحاول أن تمنعه من ذلك، مؤكدا بأن هناك من يحب العنف، وأن أوربا شهدت أحداث عنف خطيرة في مونديال ألمانيا 2006، في وقت لم تسجل فيه أية حالة بمونديال جنوب إفريقيا 2010، وأن النظريات تنجح فوق أرضية الميدان. مسؤول الفيفا لم يتوقف عند هذا الحد، بل إنه أكد أنه يتم التعامل اليوم مع الشغب كعنف منظم ينبغي التصدي له بشكل استباقي قبل أن يصل إلى الملعب، وتحدث عن دور شبكات التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» في رصد الظاهرة وكيف أنها تشكل قاعدة للمعلومات يجب استغلالها، مبرزا أن تواجد الشرطة وهي مدججة بالأسلحة داخل الملعب يعطي شعورا بقلة الأمن، مفضلا أن يكون الأمن غير ظاهر، ثم خلص إلى تذكير مسؤولين مغاربة بأنه عاجلا أو آجلا ستكون هناك جماعات تخطط للشغب ينبغي رصدها عن بعد و محاصرتها. مرت أزيد من سنة على تصريحات مسؤول الأمن بالفيفا بمدينة مراكش، والمثير أن لا أحد انتبه إليها، فالمسؤولون ظلوا يقللون من حجم شغب الملاعب، وأنه مجرد ظاهرة عابرة، بينما تحول في واقع الأمر إلى ظاهرة منظمة وإلى موعد أسبوعي تعيش على وقعه الملاعب المغربية كل أسبوع، ويبت الرعب والدمار والخوف. طريقة تنظيم المباريات ظلت هي نفسها، وفي الوقت الذي طورت فيه جماعات الشغب طرق عملها، وآلياتها، فإن المسؤولين ظلوا يعملون بنفس الوتيرة، يقللون من حدة الظاهرة، دون أن تكون لهم رؤية بعيدة المدى للتعامل معها كظاهرة خطيرة يجب محاربتها بشكل استباقي، وتطويقها عبر كافة المتدخلين من مسؤولي فرق ومنظمين وأمن وقضاء وغيرهم.