قبل أن تصدر العقوبة في حق الوداد بعد أحداث الشغب والعنف في مباراة السبت الماضي أمام الجيش الملكي، طلب الفريق من الجامعة أن يجري مباراتيه المتبقيتين في ملعبه دون جمهور. بصرف النظر عما إذا كانت الخطوة استباقية، كما قد يفسرها البعض، لاستمالة أعضاء اللجنة التأديبية أو كسب تعاطفهم أو تعاطف الرأي العام مع الفريق، فإن فيها موقفا وإشارة، فماهما؟ أن يقرر فريق معاقبة نفسه، ففي هذا موقف اعتراف بخطورة الأحداث واستنكار لها واستعداد لتقبل العقوبة، وفيه رسالة إلى الجمهور، مفادها أن الفريق يرفض الشغب ويدينه. ولكن مشكلة الكرة المغربية أن خطابات التحسيس والتوعية تتم بطريقة خشنة وخالية من أي إبداع، من خلال عبارات روتينية مثل "كفى من الشغب"، و"أخرجوا البطاقة الحمراء للشغب". في إنجلترا كانت مباريات كرة القدم مثل ساحات قتال تستعمل فيها مختلف الأسلحة، رغم الاحتياطات الأمنية الكبيرة والخيول والكلاب المدربة، ورغم وجود ترسانة قانونية تحاصر مثيري الشغب، فماذا تغير حتى أصبحت ملاعبهم أكثر أمنا من المسارح وقاعات السينما ومحطات الميترو؟ طبقوا قوانينهم، وأبدعوا في أشكال التحسيس والتوعية، وطوروا ظروف استقبال الجمهور في الملاعب، وأزالوا السياج الشائك من أمام المدرجات، بعد أن جعلوا المشجع يحس بأن الفريق فريقه والملعب ملعبه. هذا ما ينقصنا، ولا بد سنبلغه يوما.