عاد الدولي المغربي عادل تاعرابت ليصنع الحدث من جديد، بعد أن كشف رشيد الطوسي، مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، أن اللاعب بعث له برسالة نصية على هاتفه النقال يخبره فيها بأن ضغوطات عائلية دفعته إلى رفض المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 التي ستحتضنها جنوب إفريقيا، لنصبح أمام لغز جديد مازالت خيوطه لم تتضح بعد. قبل أيام خرج عادل تاعرابت لاعب كوينز بارك رانجيرز بمجموعة من التصريحات الصحافية، التي أعلن من خلالها عن رغبته الصريحة في المشاركة في كأس إفريقيا، بل وأكد أن مدرب فريقه هاري ريدناب ضغط عليه من أجل ألا يشارك في هذه الكأس الإفريقية ويستمر مع فريقه المهدد بالنزول إلى القسم الثاني، لكن تاعرابت أكد بصيغة الجزم، أنه سيبقى مع فريقه في حالة واحدة، وهي إذا لم يوجه له رشيد الطوسي الدعوة للانضمام إلى تشكيلة المنتخب الوطني المقبل على السفر إلى جنوب إفريقيا. أدلى تاعرابت بهذه التصريحات لعدد كبير من وسائل الإعلام الدولية، وأسال الكثير من المداد، لكن يوم الجمعة الماضي ستتغير المعطيات، عندما سيكشف الطوسي أن تاعرابت بعث له برسالة نصية يخبرها من خلالها أنه لن يرافق المنتخب الوطني إلى جنوب إفريقيا، دون أن يدلي الطوسي بتوضيحات أكبر يشرح فيها حقيقة ما جرى. من المؤكد أن تاعربت ظل يثير الكثير من الجدل في المنتخب الوطني، ولعل كثيرين يتذكرون واقعة مباراة الجزائر بمراكش، عندما حزم حقائبه وغادر بعد أن علم أن البلجيكي إيريك غيريتس، مدرب المنتخب الوطني قرر عدم إشراكه أساسيا في المباراة، قبل أن يعتذر ويعود للمنتخب الوطني حيث رافقه إلى الغابون. اليوم، وبعد أن بدا تاعرابت أنه نضج وبات ينظر للمنتخب الوطني من زاوية المسؤولية، تأتي هذه الواقعة لتقلب الحسابات رأسا على عقب. لذلك، من المفروض اليوم، أن نعرف حقيقة ما جرى بين الطوسي وتاعرابت، وهل لاعب كوينز بارك رانجيرز هو الذي رفض، أم أن هناك من سعى عن سبق إصرار وترصد إلى جعل أعصابه تنفلت، ليقدم على مثل هذه الخطوة، أم أن الأمر يتعلق بقرار اتخذه اللاعب بهدوء دون ضغط من أية جهة، علما أن من الملاحظ أن تاعرابت كان إلى وقت قريب خارج حسابات الطوسي، قبل أن يقرر أن يفتح معه جسور التواصل، ويسافر للقائه بلندن، أما الأهم في كل ما يحدث فهو أن يكون الطوسي سيد قراراته، ولا يخضع للضغوط من أية جهة، وأن يكون واضحا مع نفسه ومحيطه، فقيادة المنتخب الوطني مسؤولية جسيمة، أما إذا كان تاعرابت يرفض فعلا المنتخب الوطني فإن لا حاجة لنا به.