لقد جفت الأقلام وتم استهلاك عدد كبير من لوحات المفاتيح وبحت الأصوات، وذلك كله في سبيل مديح ليونيل ميسي منذ قفز إلى قمة الكرة العالمية عام 2009. الأرجنتيني يملك مهارة لا داعي للحديث عنها، وقدرات على الحسم لو تجرأت على وصفها لكنت أضيع وقتكم، فالكل يعرف من هو ليونيل ميسي، والكل يعرف قيمة الأرجنتيني المنافس على الفوز بالكرة الذهبية للمرة الرابعة على التوالي. في مباراة برشلونة الأخيرة أمام ديبورتيفو، قفز سؤال إلى ذهني أكثر من مرة وكأنه يطالبني بأن أكتب عنه، ما سر هذا التطور المستمر بشخصية ليونيل ميسي كلاعب كرة قدم؟ ليونيل ميسي اللاعب الجائع دوماً، اللاعب الذي طور نفسه في البدء أمام المرمى كهداف، ثم كان تطوير نفسه بصناعة اللعب ونقل الكرات، ورأيناه بعد ذلك يصبح أفضل وأفضل بالكرات الهوائية، ومؤخراً وجدناه يطور الكرات الثابتة بشكل ملفت زاد من خطورته هدوء ميسي المعروف، ولا ننسى تطور شخصيته القيادية والمبادرة والتي جعلته يتخلص من عقدة منتخب بلاده وحولته إلى بطل هناك. سيتذكر العالم ليونيل ميسي كلاعب مهاري وهداف ورائع قل نظراؤه، قد يصنفه كثيرون على أنه الأفضل في التاريخ، لكن كل ذلك قد تجد مشككين به لأنها أمور لا معيار واضح فيها، لكن هناك شيء لن يجادل به أحد، أن ميسي ظاهرة في مسألة الجوع لأن يكون أفضل، الجوع لأن يفوز بكل شيء وكل مرة بشكل غريب، راهن كثيرون على ملل البرسا من النجاحات لكن ذلك لم يحدث لأن ميسي يدفعهم كثيراً إلى الأمام، فهو ظاهرة حقاً بمسألة عدم الملل من التطور، ومسألة عدم الملل من النجاح. لو كنت من سيكتب سيرة ليونيل ميسي الذاتية لما وضعت عناوين مثل ملك البرسا أو أسطورة كرة القدم، وإنما لجعلت العنوان “ظاهرة اسمها الجوع"، ولوضعت صورة ميسي الطفل فقط على غلافه لأنني أشعر بروحه الطفولية النشيطة التي ترفض الملل والتعب، وكأنني أذكر قولهم “سر العظمة أن تحافظ على روح طفولتك مهما كان عمرك"