أحيت بطولة كأس أمام أوروبا "يورو 2012" المقامة بأوكرانيا وبولندا حتى الأول من تموز/يوليو المقبل، قاعدة حارس المرمى يساوي نصف الفريق، بل وربما أكثر وفق ما شاهدنا في مباراتي قبل النهائي. ففي مباراتي إسبانيا مع البرتغال وإيطاليا مع ألمانيا، كان البطل الأول في كل واحدة هو حارس مرمى الفريق الفائز، حيث تفوق تأثيره على النتيجة على مسجلي ركلات الترجيح في المباراة الأولى وعلى ماريو بالوتيللي صاحب هدفي الفوز في الثانية. وأمام البرتغال، قدم كاسياس مباراة متميزة كعادته، لكنه لم يقم بفعل الكثير خلال المباراة نظرا لعدم وجود تسديدات خطيرة بين القائمين وتحت العارضة من قبل الفريق البرتغالي. لكن عندما حان الوقت لحارس المرمى، كان كاسياس هو البطل الأول عندما تصدى لركلة جزاء جواو موتينيو وأعاد فريقه للمباراة، بعد أن تسرب القلق إلى نفوس مشجعيه عقب إهدار تشابي ألونسو لركلة الجزاء الأولى. ولذلك كان من الطبيعي أن يخرج سيرخيو راموس مدافع الفريق ويؤكد أن سر الفوز على البرتغال هو كاسياس، حيث قال: "وصلنا لركلات الترجيح وهنا كان دور كاسياس الحارس الأفضل في العالم، ولذلك صعدنا". أما فيسنتي ديل بوسكي المدير الفني لمنتخب إسبانيا، فيرى أنه بالرغم من أن فريقه هو ثاني أكثر الفرق تسجيلا للأهداف في البطولة، فإن السبب الرئيسي وراء تأهله للمباراة النهائية هو قوة دفاعه الذي لم ينحني إلا في مناسبة واحدة أمام الطليان. ونجح كاسياس في الحفاظ على نظافة شباكه 420 دقيقة خلال مباريات الفريق الإسباني في البطولة، منذ أن اهتزت شباكه بهدف المهاجم الإيطالي أنطونيو دي ناتالي في الدقيقة 60 من مباراة الفريقين الافتتاحية بالمجموعة الثالثة. لكن الدور الذي لعبه جانلويجي بوفون مع منتخب إيطاليا كان أكبر بكثير من نظيره الإسباني، بالنظر إلى كم المناسبات التي اضطر للتدخل فيها لإنقاذ مرماه من الخطر الألماني الشديد. وسدد المنتخب الألماني 8 كرات على المرمى، استطاع بوفون التصدي إلى 7 منهم وحرمان الكرة من دخول مرماه، فيما فشل في مرة واحدة هي ركلة الجزاء التي أحرز منها مسعود أوزيل هدفه الوحيد. وبخلاف التسديدات الألمانية الخطيرة والتي تنوعت من خارج منطقة الجزاء وداخلها وحتى داخل الست ياردات، فإن بوفون تألق كذلك في الكرات العرضية وأنقذ مرماه في العديد من اللقطات الخطيرة. إن كاسياس وبوفون أثبتا في مباراتي قبل النهائي أن حارس المرمى قد يساوي فريقا بأكمله وليس مجرد نصف فريق، والدليل تأهل المنتخبين صاحبي الحارسين الأفضل على مستوى العالم إلى النهائي.