يخوض كارلو أنشيلوتي المدير الفني لفريق ريال مدريد موسمه الأول في قلعة سانتياغو بيرنابيو خلفاً لإسم كبير وهو المدرب البرتغالي جوزية مورينيو. لم يبدأ الميرنغي الموسم بشكل جيد وخسر الكلاسيكو وخسر ديربي مدريد وتعثر في بعض المباريات السهلة. ولكن مع وصولنا لشهر أذار/مارس أصبح ريال مدريد ينافس بقوة على التتويج بثلاثية تاريخية قد تكون الأولى في تاريخ النادي الملكي وذلك بعد أن تصاعد أدائه تدريجياً ووصل لنهائي كأس الملك وانفرد بصدارة جدول ترتيب فرق الليغا. رغم أن الموسم لم ينتهي بعد، إلا أن ريال مدريد حقق 10 مكاسب بقدوم أنشيلوتي وهي: 1- حل صداع حراسة المرمى (كاسياس ولوبيز) خلق مورينيو عداوة مع قائد الفريق إيكر كاسياس، وفقد أيضاً دعم الجماهير له بسبب اضطهاده لأحد رموز الفريق، ومع تألق الحارس الأخر دييغو لوبيز ترك مورينيو تركة ثقيلة لأنشيلوتي بأن يفاضل ما بين الحارسين، ولكنه استفاد منهم سوياً بإشراك لوبيز في الليغا وكاسياس في كأس الملك ودوري أبطال أوروبا، أصبح الفريق يمتلك حارسين من طينة الكبار، حل رائع ولكنه قد يكون بشكل مؤقت الموسم الحالي فقط لأن الحارسين قد لا يقبلا بهذا الوضع الموسم المقبل. 2- إعادة الثقة في كريم بنزيمة بعد أن فشل الفريق في التعاقد مع مهاجم من طراز رفيع، لم ييأس أنشيلوتي ولم يبالى بالانتقادات التي طالت اللاعب الفرنسي بنزيمة الذي قدم في بداية الموسم مستوى متذبذب، بل أعاد إليه الثقة حتى أصبح الأن مهاجم مثالي لطريقة لعب ريال مدريد. 3- اكتشاف خيسيه استطاع أنشيلوتي أن يحضر المهاجم الإسباني خيسيه رودريغيز ليكون مستقبل النادي الملكي، اللاعب الإسباني الشاب يلعب مع الفريق في أكثر من مركز وتألق بالرغم من عمره الصغير 21 عاماً، ليكون ورقة رابحة للفريق هذا الموسم ويطمئن عشاق الميرنغي على مستقبل الفريق. 4- إعادة إكتشاف لوكا مودريتش لاعب الوسط الكرواتي الذي كان بالنسبة لجماهير ريال مدريد الصفقة الأسوأ في الموسم الماضي، أصبح حالياً أحد الأعمدة الرئيسية لريال مدريد، أنشيلوتي جعل من مودريتش لاعب ممتاز على المستوى الهجومي والدفاعي. 5- إعادة الثقة لدي ماريا بعد قدوم غاريث بيل للفريق توقع الكثيرون أن دي ماريا سيغادر قلعة سانتياغو بيرنابيو او سيكون حبيساً لدكة البدلاء، ولكن أنشيلوتي جعل من الجناح الأرجنتيني أحد أقوى أوراقه الهجومية، وحافظ على مكانته كأساسي في الفريق. 6- إيجاد خطة هجومية ممتعة للجماهير ومرضية للاعبين عندما فاز فابيو كابيلو بالليغا عام 2007 أقالته إدارة ريال مدريد لإنها تريد كرة جميلة، لأن جماهير النادي الملكي تعودت على رؤية فريقها يقدم كرة ممتعة طوال تاريخه، أيضاً أسلوب مورينيو رغم إنه أعادهم لمنصات التتويج كان لا يروق للبعض، ولكن أنشيلوتي وجد حل لهذه المعضلة الصعبة بأن يقدم الفريق أداء جميل مع تحقيق النتائج المطلوبة، فخاض مبارياته بخطة 4-3-3، الخطة التي أيضاً أخرجته من صداع المفاضلة ما بين غاريث بيل ودي ماريا، فأصبحنا نرى بنزيمة ورونالدو وبيل ودي ماريا في الملعب سوياً، مما جعلهم قوة هجومية ضاربة للفريق في ال 3 بطولات التي ينافسوا عليها. 7- عدم الاعتماد على النجم الأوحد "كريستيانو رونالدو" بالطبع النجم البرتغالي هو اللاعب الأبرز في الفريق في الأعوام الأخيرة، ولكن مع كارلو أنشيلوتي أصبح الفريق يلعب بشكل جماعي أفضل ولا يعتمد على رونالدو فقط، حتى عندما غاب رونالدو للإيقاف ظهر الفريق بقوة لا يستهان بها. 8- إرضاء بيريز والتكيف مع مطلبات الإدارة شئ ليس بجديد على كارلو أنشيلوتي دبلوماسيته مع إدارة الأندية التي يدربها، فلقد قامت الإدارة ببيع مسعود أوزيل الذي كان أفضل في الفريق المواسم الماضية بجانب كريستيانو رونالدو وذلك من أجل تعويض صفقة شراء غاريث بيل، مع ذلك تكيف أنشيلوتي مع الوضع، بل أعد غاريث بيل وصبر عليه حتى وصل للمستوى الذي وصل عليه حالياً بالرغم من مروره بإصابات عديدة، وذلك أيضاً إرضاء للإدارة التي ترغب في رؤية اللاعب التي اشترته ب 100 مليون يورو في صفقة هي الأغلى في التاريخ في التشكيلة الأساسية دائماً. 9- إبعاد الإعلام عن ريال مدريد وتحوله للمنافس برشلونة في الأيام التي كان يتواجد فيها جوزية مورينيو مع الفريق كان الإعلام يسلط الضوء دائماً على كل كبيرة وصغيرة يقوم بها المدرب البرتغالي نظراً لشخصيته المثيرة للجدل، كانت الصحافة تتصيد الأخطاء لمورينيو الذي خلق عداء معهم، ولكن أنشيلوتي صاحب الشخصية الهادئة والحكيمة لا يعتبر مادة مثيرة للإعلام مثل مورينيو، لذلك بحث الإعلام عن الإثارة لدى الغريم الأزلي برشلونة، وكشف لديهم فضائح تتعلق بصفقة نيمار واستقالة لابورتا من رئاسة النادي، وبقى أنشيلوتي يعمل مع النادي الملكي بهدوء. 10- صناعة زيدان خليفة له لم تكن العلاقة جيدة ما بين مورينيو وزيدان أثناء تولي الأسطورة الفرنسية منصب مدير الكرة، ولكن نجم الميرنغي السابق خاض مع أنشيلوتي أول خطواته في عالم التدريب وعمل كمساعد له، زيدان لديه دور كبير مع أنشيلوتي في تهيئة اللاعبين نفسياً مثل مساندته لمواطنه بنزيمة، وأيضاً نقل خبرته للنجوم الصغار مثل خيسيه وموراتا، وأيضاً على المستوى البدني نرى زيدان يشارك في الحصص التدريبية وسط اللاعبين وكأنه واحد منهم، ربما في المستقبل القريب نرى زين الدين زيدان هو المدير الفني لريال مدريد..لما لا ؟!