كم كان جمهور الرجاء العالمي موحيا وهو يردد "والوليدة، صيفطي اللعاقة، الرجا باقة"، مشيرا بذلك، من حيث لا يعلم، إلا أن أمهاتنا، اللواتي بقين في البيت، وأفئدتهن معلقة مع الأبناء في أكادير ومراكش، هن من أنجح دورة 2013 لكأس العالم للأندية. صحيح أن الجمهور الكبير كان ملح الدورة، ولولاه لما ضحك بلاتير، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، "من وذنيه بجوج"، وامتدح التنظيم المجروح، إلا أن أمهاتنا الرائعات هن من كن يبعثن المال والدعوات، ومن كان يشحذ الهمم كلما تقدم الرجاء خطوة أخرى نحو الأمام، ومن كان يمدد عمر البقاء في الجهة الأخرى من الحلم. أمهاتنا في شعار الجمهور الرجاوي، "والوليدة، صيفطي اللعاقة، الرجا باقة"، تعبير دال على أن جمهورنا هو الآخر كان متروكا لنفسه، غير منظم، وغير معبأ، وتأكيد لا يدع مجالا للشك على أنه لم يكن على الإطلاق معدا لينجح الدورة، ومع ذلك استطاع أن يتخطى كل الصعاب ويطرب العالم، وبشكل خاص "فيفا"، الذي يرى أن فكرة ضم ناد محلي إلى البطولة أسهم في إخراجها من الفتور إلى الحماس، بل وإلى النجاح. لا أحد ممن أوكل إليهم أمر الإعداد للدورة العالمية كان معدا بما يكفي، ولسنا هنا بحاجة إلى التذكير بأن ملعب أكادير احتاج، في الفترة الأخيرة، إلى إصلاح عشبه حتى يستقبل الأندية المشاركة في كأس العالم "فيفا 2013"، ووحدهن الأمهات، ربات البيوت، والسيدات المشتغلات، اللواتي يجترحن المعجزات، من اجتهد ليقع ما وقع، ويخرج المغاربة إلى الشوارع فرحين، مبتهجين، غير عابئين ببرد دجنبر، وبمشاكلهم اليومية التي تقض المضجع، وتؤلم القلب، وتنشف الحلق، وما أكثرها. سيأتي بعض المسؤولين ليبرزوا "صناطحهم" العريضة، في ندوات التقييم، ليقولوا، محتجين ببعض ما صرح به بلاتير، إنهم، عكس ما توقعه "المشوشون"، نجحوا، بل فاقوا في نجاحهم كل التوقعات، ولامسوا سقف العالم، والحق أن النجاح لم يكن من صنيعهم، وإلا لنجحوا محليا، في البطولة، بل في الرياضة بشكل عام، حيث لامست جميع الألوان الرياضية في مغربنا "أسفل سافلين"، ولم يعد يظهر لها أفق "مبين". أيتها الوالدات، اللواتي يتجرعن المرارات كل يوم، ومع ذلك استدن من حيث لا يعلم أحد، وركضن وراء قلوبهن إلى وكالات التحويل، ليبعثن إلى فلذات أكبادهن مزيدا من المال، حتى لا يبيتوا في العراء، وحتى لا يجوعوا، ولكي يكونوا وراء الرجاء العالمي، إليكن جميعا ننحني تقديرا واحتراما، ونهديكن وسام الشرف العالمي لقاء إنجاحكن كأس العالم للأندية في المغرب. أما مسؤولونا، الذين تعاركوا في جمع العاشر من نونبر الماضي، بقصر المؤتمرات بالصخيرات، مثل "مخمورين"، فنقول لهم "رجاء، احترمونا، حتى يحترمنا الآخرون"، فقد أثبت لكم متولي، وياجور، والحافيظي، وزملاؤهم، وفريقهم التقني، والطبي، والإداري، ورجالات الظل، و"الوليدة"، أن "بلد أولياء الله الصالحين"، يمكنه تحقيق الكثير، فقط لو أنكم تحترموننا..