تداعيات خسارة الكلاسيكو كانت مؤلمة بالنسبة لأنصار ريال مدريد، حيث ابتعد الفريق أكثر عن قمة الدوري الإسبان بكرة القدم لتفصله ست نقاط عن الغريم المتصدر برشلونة، وخمس نقاط عن الجار اللدود اتلتيكو مدريد،، لكن هل كان الكلاسيكو عامرا بالسلبيات دون أي جانب مشرق؟. في الحقيقة يمكن استنتاج بعض العوامل الإيجابية التي تعطي بارقة أمل لفريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وتشتت نسبيا شعور الخيبة الذي ينتاب جماهيره. جميع الإيجابيات تتلخص في الشوط الثاني الذي نفض فيه الريال الغبار عن الأداء السيئ في الشوط الأول، وربما كان بالإمكان تحويل دفة اللقاء إذا احتسب الحكم أونديانو ماينكو ركلة الجزاء للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو اثر عرقلة واضحة من الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو، والتي أثارت جدلا كبيرا ويمكن حصر الإيجابيات في خمس نقاط:. 1- الروح القتالية أول تلك الإيجابيات كانت قدرة الفريق على الانتفاضة، خاصة بعد أن صحح أنشيلوتي أخطاء التشكيل بالتبديلات، حيث لم يظهر الميرينغي مستسلما وسعى للتعادل كثيرا قبل هدف التشيلي أليكسيس سانشيز الذي حسم النتيجة، وحتى بعد الهدف بحث الريال عن تقليص الفارق، ونجح في ذلك عبر خيسي رودريغز من صناعة بارعة لرونالدو، وبعدها قاتل على التعادل لولا براعة لاعبي البرسا في إضاعة الوقت ورد الهجمات. 2- الضغط أكثر كفاءة امام فريق محترف في الاستحواذ مثل برشلونة من الصعب انتزاع الكرة وتملكها، لكن الفريق المدريدي نجح في اغلاق مفاتيح لعب الخصم والضغط بقوة، حيث ضغط بنجاح على الفريق الكتالوني بنسبة 82% ، وهي أكبر نسبة ضغط تعرض لها برشلونة على ملعبه هذا الموسم. 3 - التحكم في الكرة امتلك ريال مدريد الكرة خلال الكلاسيكو بنسبة 45%، وهي أفضل نسبة استحواذ يسجلها على ملعب كامب نو منذ موسم 2005-2006 ، مما يبرز اهتمام أنشيلوتي بمبدأ الاستحواذ عكس المواسم السابقة. 4 - إياراميندي وبنزيمة أداء ريال مدريد تحسن هجوميا مع نزول الفرنسي كريم بنزيمة في النصف ساعة الاخيرة، ومنعته العارضة من هدف عالمي، كما أدى واجبات متميزة في الضغط على المدافعين، ما يؤكد أهميته في الملعب حتى إن لم يسجل، أما أسيير إياراميندي فمنح التوازن والتماسك لخط الوسط بعد نزوله بديلا لراموس، وقدم تقريبا أفضل أداء له منذ انضمامه للميرينغي هذا الصيف، ما يبشر بتصاعد مستواه لاحقا. 5 - كارباخال وخيسي ناشئا الريال ظهرا بشكل جيد في كامب نو، داني كارباخال لعب مباراة دفاعية متميزة رغم تحمله جزء من مسؤولية هدف نيمار، وخيسي رودريجز أعطى الإضافة للهجوم وتحرك بشكل جيد وسجل الهدف الوحيد، وأقنع أنشيلوتي بضرورة الاعتماد عليه مستقبلا.