بشكل مفاجئ وغير متوقع، فتح المدرب الكتالوني بيب غوارديولا النار على إدارة ناديه السابق برشلونة، ووجه سهام نقده على الملأ صوب الرئيس ساندرو روسيل، رغم عدم وجود شواهد واضحة على سوء العلاقة بينهما. فقد أطلق غوارديولا سيلا من التصريحات الصادمة اتهم فيها روسيل وإدارته بنقض الوعد، حيث طلب منه أن يتركه وشأنه بعد الرحيل للاستجمام في نيويورك قبل التوقيع رسميا لبايرن ميونخ الألماني، وهو ما لم يحدث، كما تمت المتاجرة بمرض خليفته تيتو فيلانوفا من أجل الحاق الضرر به، على حد قول المدرب الشاب. وربما تعجب جمهور الكرة العالمي من تلك التصريحات وتسائل عن الاسباب الحقيقية للشقاق بين بيب ومدرائه السابقين، ودارت التكهنات حول أربعة دوافع رئيسية: 1 – صداقة مستحيلة العلاقة بين غوارديولا وروسيل كانت قائمة على الاحترام، لكنها لم تكن وطيدة، وكان كل منهما يتجنب الآخر، ويضع فواصل عازلة بينهما، غير أن روسيل لم تعجبه فكرة اكتفاء غوارديولا بأربعة مواسم مع البرسا، حيث كان يضغط عليه من أجل الاستمرار وضمان تحقيق مزيد من الانجازات. لكن المدرب كان مصمما على المغادرة، فأراد روسيل أن يرد الصاع صاعين، فأعلن عن هوية خليفته وهو مساعده السابق تيتو فيلانوفا في نفس المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه الرحيل، دون أن ينتظر الاعلان عن المدرب الجديد في يوم آخر، وهو ما لم يعجب "الفيلسوف". 2 – صداقته بلابورتا وكرويف كان غوارديولا أكثر قربا من رئيس برشلونة السابق جواو لابورتا، المعروف بعدائه الشديد لروسيل، كما أنه كان مقربا من الأسطورة الهولندي يوهان كرويف، والاخير لا يكف عن توجيه النقد اللاذع لروسيل، مما جعل ساندرو يرى في الثلاثي حزبا متحدا لمعاداة سياساته. 3 - الوقيعة مع فيلانوفا يعتقد غوارديولا أن إدارة روسيل تعمدت الاضرار بعلاقته مع خلفه ومساعده السابق فيلانوفا، فقد ذكر المتحدث باسم النادي الكتالوني في إحدى المناسبات أن تيتو أفضل من غوارديولا فنيا، كما أن تيتو نفسه اعترف بأن علاقته بغوارديولا أصابتها الفتور منذ توليه إدارة البرسا، غير أن مدرب البايرن أكد أنه كان يقوم بزيارته في نيويورك اثناء تلقيه العلاج من السرطان. 4 – سرقة الصفقات منذ الاعلان عن تولي غوارديولا تدريب الفريق البافاري والشائعات متزايدة حول استهدافه لنجوم البرسا، مثلما حدث مع البرازيلي نيمار، وأنه يحارب ناديه السابق ويريد خطف صفقاته، وهو الأمر الذي تغاضت عنه إدارة روسيل ورفضت التعليق عليه، لكن غوارديولا يبدو عازما على الانتقام من روسيل بالتوقيع مع تياغو ألكانتارا الطامح في فرصة للعب خارج اسوار البلاوغرانا.