بعد موجة الصقيع والثلوج غير المسبوقة التي عاشتها مرتفعات إقليمالحوز، وجد ساكنة الإقليم أنفسهم في مواجهة عدو قديم يتهدد حياتهم، بشكل صارم، ويتعلق الأمر بموجة من الفيضانات التي شهدتها وديان الحوز المنتشرة بشكل كبير في ربوعه. فقد شهد إقليمالحوز خلال هذا الأسبوع موجة من الفيضانات المتتالية، شبيهة بتلك التي شهدتها منطقة أوريكة التابعة لنفس الإقليم سنة 1995 وراح ضحيتها العشرات من الغرقى والسيارات، في مشهد كارثي محزن، مازالت العديد من الأسر تعيش على وقعه الأليم إلى حد الساعة. هذا وقد تسببت الفيضانات التي نتجت عن التساقطات المطرية بالحوز في قطع الطريق عن العديد من مناطق الحوز وحولتها إلى دواوير معزولة عن العالم الخارجي، حيث تسببت هذه الأمطار الغزيرة التي تهاطلت بجماعة أسني، يوم الأربعاء 7 مارس الجاري، في قطع الطريق الرابطة بين مركز جماعة أسني ومركز منطقة إمليل السياحية، مما دفع عامل إقليمالحوز محمد التويمي إلى الانتقال إلى عين المكان والإشراف على عملية فتح الطريق التي أغلقت بفعل عوامل انجراف التربة والصخور الضخمة التي جرفتها المياه، الشيء الذي استغرق يوما كاملا لإعادة فتح الطريق. وتعيش العديد من دواوير جماعة تغدوين حصارا شاملا بسبب غضب الوديان المحيطة بالجماعة إحاطة السوار بالمعصم بفعل التساقطات المطرية، حيث تقوم السلطات في هذه الأثناء بمجهودات جبارة، من أجل إعادة وادي الزات الذي أدى خروجه عن مجراه الطبيعي إلى قطع الطريق أمام مشيخة ايت انزال لوطا على مستوى قنطرة تلاتست، إلى مساره العادي. وتسهم العديد من جمعيات المجتمع المدني إلى جانب السلطات بإقليمالحوز، في عملية فك العزلة عن العديد من المناطق بالإقليم، والتي تضررت بشكل كبير بفعل هذه التساقطات المطرية التي شهدها الإقليم بحر هذا الأسبوع، حتى لا تتكرر مأساة سنة 1995 التي مازلت ندوبها التاريخية شاهدة على فظاعتها. هذه الفيضانات ورغم شراستها إلا أنها لم تسهم بشكل كبير في ملء السدود بالمنطقة، فقد أفادت كتابة الدولة المكلفة بالماء، بأن حقينة السدود الرئيسية بالمغرب، تجاوزت 7,6 مليار متر مكعب بتاريخ 7 مارس 2018، مسجلة بذلك نسبة ملء بلغت 49,9 في المائة. وأوضحت كتابة الدولة، التي نشرت مؤخرا الوضعية اليومية للسدود، أن هذا المستوى يقل عن المستوى المسجل في نفس الفترة من سنة 2017، التي بلغت فيها المخزونات حوالي 8,9 مليار متر مكعب، أي بنسبة ملء بلغت 58,3 في المائة. وحول نسبة الملء في سدود إقليمالحوز، فقدأشارت كتابة الدولة المكلفة بالماء إلى أنه تم تسجيل انخفاض في العديد من سدود الإقليم، مثل سد يعقوب المنصور، الذي انتقل من 94,1 في المائة إلى 68,4 في المائة وسد للا تكركوست، الذي انتقل من 82,6 في المائة إلى 19,1 في المائة، وهو تراجع خطير حسب مهتمين، رغم التساقطات المطرية المهمة التي شهدتها المنطقة خلال هذا الموسم.