بعدما تذيل المغرب لائحة ترتيب الدول المشاركة بالدراسة الدولية للتوجهات في تدريس الرياضيات والعلوم، المعروفة اختصارا ب"TIMSS2015″، والتي تقدم تقييما لمستوى تحصيل تلاميذ المستوى الرابع (ابتدائي) والمستوى الثامن (السنة الثانية إعدادي) في مواد الرياضيات والعلوم، خرج المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ليشَرِّح بشكل دقيق ومعمق أسباب احتلال التلاميذ المغاربة لمراتب متدنية في هذا التصنيف الدولي الذي تنجزه الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي. وكشف تقرير ل"الهيئة الوطنية للتقييم"، التابعة للمجلس، أن عدد التلاميذ المغاربة الذين شاركوا في الدراسة الدولية للتوجهات في تدريس الرياضيات والعلوم برسم سنة 2015، بلغ 23 ألف و463 تلميذا، يتوزعون على 360 مدرسة و361 إعدادية، ضمنهم 10 آلاف و428 تلميذا في المستوى الرابع ابتدائي، و13 ألف و35 تلميذا يدرسون في المستوى الثامن إعدادي. وعلى الرغم من وقوف التقرير ذاته، الذي جرى عرض مضامينه أول أمس الاثنين في ندوة صحفية بالرباط، على وجود تطور في "معدلات تحصيل التلاميذ المغاربة" بين سنتي 2011 و2015″، حيث انتقل المعدل الوطني العام في الرياضيات بالابتدائي من 335 إلى 377 نقطة، فيما انتقل المعدل الوطني العام في الرياضيات بالمستوى الإعدادي من 371 إلى 384 نقطة، وكذلك الشأن بالنسبة للعلوم التي انتقل أداء تلاميذ الابتدائي من 264 إلى 352 نقطة، والإعدادي من 376 إلى 393 نقطة، إلا أن التقرير وصف نتائج أداء التلاميذ المغاربة في الرياضيات والعلوم ب"أقل من ضعيف". وأضاف التقرير، أنه بحسب نتائج الاختبار الذي أجري ما بين سنتي 2011 و2015، فإن التلاميذ المغاربة "يعانون من صعوبات في الجبر والاستدلال وفي مجال الاحتمالات". وفيما يخص أداء التلاميذ حسب خصائصهم الشخصية والمدرسية، فقد أشار التقرير إلى أن "الإناث أظهرن تفوقا على الذكور في العلوم"، مضيفا أن التلاميذ الذين حصلوا على أضعف أداء هم التلاميذ الأكبر سنا، بينما التلاميذ الذين حققوا إنجازا متوسطا، أو عاليا أو متقدما هم التلاميذ الأصغر سنا. وتابع التقرير أن 62 في المائة من تلاميذ المستوى الرابع ابتدائي، صرحوا أنه لم يسبق لهم "أبدا" أن تغيبوا أو تغيبوا " نادرا" عن الدراسة، موضحا أن هذه النسبة لا تختلف كثيرا عن النسبة المسجلة على الصعيد الدولي والتي تناهز 67 في المائة، في حين صرح 70 في المائة من تلاميذ المستوى الإعدادي بأنهم لم يتغيبوا إلا نادرا أو أبدا، وهي نسبة أكبر من تلك التي على الصعيد الدولي، والتي تبلغ 61 في المائة. ومن بين المعطيات المثيرة التي كشف عنها التقرير، أن ثلث تلاميذ المستوى الرابع ابتدائي، صرحوا بأنهم "لا يتوفرون على كتب في بيوتهم أو يتوفرون على القليل منها"، مؤكدا أن أداء هؤلاء التلاميذ يبقى "أضعف بكثير من أداء التلاميذ الذين يتوفرون على أكثر من 10 كتب في بيوتهم". وزاد التقرير أن أكثر من نصف التلاميذ صرحوا أنهم يتوفرون على حاسوب أو حاسوب لوحي في بيوتهم، وتفوق معدلات تحصيلهم ب13 نقطة في الرياضيات و16 نقطة في العلوم، معدلات تحصيل التلاميذ الذين لا يتوفرون عليها. وأكد التقرير أن التلاميذ الذين يتوفرون على مكتب في بيوتهم يمثلون 40 في المائة ويتفوقون على باقي التلاميذ ب12 نقطة في الرياضيات، و22 نقطة في العلوم. أما بالنسبة للانخراط في أنشطة القراءة والحساب قبل ولوج المدرسة الابتدائية، فقد صرح آباء 29 في المائة من التلاميذ المغاربة بأنهم لم يقوموا "أبدا" أو "نادرا"، بأنشطة القراءة والحساب مع أبنائهم قبل أن يلج هؤلاء المدرسة الابتدائية، مقابل 3 في المائة فقط على المستوى الدولي، مشيرا إلى أن فرق النقط بين التلاميذ الذين انخرطوا في هذه الأنشطة والذين لم ينخرطوا يصل إلى 39 نقطة في الرياضيات و 61 نقطة والعلوم. ومن المعطيات اللافتة للانتباه، تأكيد التقرير أن التلاميذ الذين استفاد مدرسوهم من تكوينات مستمرة خلال السنتين الأخيرتين يحصلون على أداء أحسن من أداء باقي التلاميذ، حيث وصلت الفوارق أعلى مستوى لها في مجال "المضامين" بالنسبة لمدرسي العلوم إلى 67 نقطة، وفي مجال "البيداغوجيا" بالنسبة لمدرسي الرياضيات إلى 46 نقطة. وفي علاقة بالبنية السوسيو-اقتصادية للمؤسسة، قال التقرير إن 80 في المائة من التلاميذ المغاربة يتابعون دراستهم في مؤسسات تعليمية ذات تركيبة سوسيو اقتصادية غير ملائمة نسبيا مقابل 36 في المائة على الصعيد الدولي. وأضاف أن التلاميذ الذين ينتمون لمدارس يفوق فيها عدد التلاميذ الميسورين عدد التلاميذ المعوزين يحصلون على معدلات أفضل من معدلات تلاميذ الفئة الأولى بفوارق تبلغ في المستوى الرابع، 77 نقطة في الرياضيات و 100 نقطة في العلوم، وفي المستوى الثامن إلى 61 نقطة في الرياضيات و 59 نقطة في العلوم.