أشاد المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية ويليام لاسي سوينغ، أمس الثلاثاء بالرباط، بالنتائج الإيجابية لسياسة الهجرة التي اعتمدها المغرب في السنوات الأخيرة. وقال سوينغ، في كلمة تلاها نيابة عنه حسن عبد المنعم مصطفى، المستشار الرئيسي لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بمنظمة الهجرة الدولية، في افتتاح المؤتمر الوزاري من أجل أجندة إفريقية حول الهجرة، "أشيد وأعرب عن تقديري لمبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال الهجرة". وفي هذا السياق، ركز المدير العام للمنظمة على الجهود التي ما فتئت الحكومة المغربية تبذلها من أجل إرساء جميع الآليات الكفيلة بإنجاح هذه السياسة. وأشار سوينغ كذلك إلى الدور "المهم" الذي يجب أن تضطلع به الدول الإفريقية للقضاء على الأسباب المباشرة للهجرة "غير الشرعية"، داعيا إلى نسج شراكات من أجل تجاوز التحديات المشتركة الناتجة عن حركية الأشخاص. وفي هذا الصدد، شدد المدير العام على أن المنظمة الهجرة الدولية تظل رهن إشارة البلدان الإفريقية لجعل حدودها أكثر أمنا، مع حماية المهاجرين واحترام حقوق الإنسان. من جهتها، نوهت مفوضة الشؤون الاجتماعية بمفوضية الاتحاد الإفريقي، السيدة أميرة الفاضل محمد، "بالنسق المتسارع" الذي طبع النقاشات حول قضية الهجرة بإفريقيا بعد قبول جلالة الملك محمد السادس، خلال القمة 28 للاتحاد الإفريقي، طلب الرئيس الغيني ألفا كوندي المتعلق بتنسيق عمل الاتحاد الإفريقي في مجال الهجرة. وفي هذا الاتجاه، أشادت أميرة بدور المغرب وجهوده المبذولة في مجال الهجرة والسياسة المتبعة في هذا الشأن. وأبرزت المسؤولة الإفريقية أيضا أهمية تعزيز التعاون بين الدول والأقاليم من أجل إعداد رؤية شاملة ومندمجة حول الهجرة كفيلة بتقديم أجوبة عاجلة ووجيهة أمام الأسباب العميقة للهجرة، خاصة الهجرة غير الشرعية والهجرة القسرية. واعتبرت أن تطوير الشراكات جنوب-جنوب وشمال-جنوب وتقاسم الكفاءات والمعارف والعلم والتكنولوجيا بإفريقيا وكذا إرساء تعاون دولي مبني على تعزيز وحماية حقوق الإنسان تمثل عناصر أساسية للتقدم نحو حل مستدام للمشاكل المتعلقة بالهجرة غير الشرعية بالقارة. وفي السياق ذاته، أعربت وزيرة العلاقات الدولية بجنوب إفريقيا، السيدة مايثي نكوانا – ماشابان، عن "امتنانها" لجلالة الملك وللحكومة المغربية عن تنظيم هذا المؤتمر الوزاري، مرحبة أيضا بعودة المغرب لأسرته المؤسسية داخل الاتحاد الإفريقي. وأوضحت المسؤولة الجنوب إفريقية أن رفاهية القارة ترتكز على القضاء على الفقر وإرساء الأمن والسلام، مشيرة إلى أن الهجرة نحو بلدان أخرى يجب أن تكون اختيارية وليست نتيجة اليأس، خصوصا أن القارة الإفريقية تزخر بالثروات. ويندرج هذا المؤتمر، الذي يشارك فيه عشرون وزيرا ومسؤولا حكوميا إفريقيا، في إطار استمرارية المشاورات مع الشركاء الأفارقة، بهدف إعداد أجندة افريقية حول الهجرة، وذلك في أفق انعقاد القمة المقبلة للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا (يناير).