خرج المئات من رجل ونساء التعليم، الذين قدموا من مختلف أنحاء المغرب للاحتجاج والتنديد بالاعتداءات الجسدية واللفظية التي طالت عددا من الأطر التربوية داخل بعض المؤسسات التعليمية على يد التلاميذ، في مسيرة وطنية، اليوم الأحد بالعاصمة الرباط، أختير لها شعار "الوحدة من أجل كرامة الأسرة التعليمية". وردد المحتجون في هذه المسيرة، التي دعت لها ثلاث نقابات تعليمية، شعارات تطالب برد الاعتبار للأسرة التعليمية من قبيل "علاش جينا واحتجينا الكرامة اللي بغينا"، و"المشاكل قائمة والوزارة نائمة"، و"هذا تعليم الخردة ماشي تعليم الجودة" و"هذا عيب هذا عار التعليم في خطر"، كما حملوا صور للأساتذة المعتدى عليهم، ولافتات كتب عليها "كلنا من أجل مراجعة منظومة القيم والأخلاق بالمجتمع"، و"لا للتوظيف بالتعاقد ونعم للتكوين الحقيقي" و"لا للعنف بجميع أشكاله". وفي كلمة للمنظمين، تم انتقاد تخلي الحكومات المتعاقبة على مطالب الأسرة التعليمية، داعين الحكومة الحالية إلى أن تتحلى بالجرأة وتقوم بتفعيل مقاربة شمولية للعنف وبالنهوض بأوضاع العاملين في القطاع عوض تركهم يئنون تحت وطأة المعاناة. وأوضح هؤلاء أن "المسيرة ليست موجهة ضد التلميذ بل من أجله ومن أجل الساهرين على تعليمه، ومن أجل أن يعود للمدرسة دورها في غرس قيم ومبادئ التسامح والرفق عوض الكراهية والعنف"، لا سيما في ظل تصاعد موجة الاعتداءات على الأساتذة بعدما أصبح العنف مستشر داخل المجتمع مما يهدد أمنه وسلامته. ودعا المتظاهرون خلال المسيرة ذاتها، التي انطلقت من باب الأحد، مرورا بشارعي الحسن الثاني ومحمد الخامس، وصولا إلى الباب الرئيسي لقبة البرلمان، حيث كانت النهاية، (دعا) المؤسسة التشريعية إلى استصدار قانون يجرم العنف ضد أسرة التعليم. يذكر أن النقابات التعليمية الثلاث الأكثر تمثيلية، الجامعة الوطنية لموظفي التعليم (الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والجامعة الحرة للتعليم (الاتحاد العام للشغالين بالمغرب)، والجامعة الوطنية للتعليم (الاتحاد المغربي للشغل)، دعت إلى هذه المسيرة بعد تكرار حالات العنف وتزايده في أعلى درجاته، وذلك "من أجل كرامة الأسرة التعليمية وحمايتها ورد الاعتبار للمدرسة المغربية بالتصالح معها واسترجاع هيبتها وقدسيتها"، و"من أجل القيم والأخلاق وسلوك أبنائنا القويم، ومن أجل أجيال متعلمة وواعية ومن أجل مستقبل آمن في مجتمع المحبة والإخاء". وأشارت النقابات، في بلاغها، أن المسيرة "مسيرتنا ليست ضد أبنائنا، بل هي من أجلهم ومن أجل مدرستهم ومن أجل الساهرين على تعليمهم وتربيتهم. إنها صرخة استغاثة ليبق الأمل في مدرستنا وأطفالنا وشبابنا الذين هم أملنا في مجتمع راق متمدن ومتعلم، يغرس مبادئ الرفق والتسامح بدل العنف والكراهية".