بدا محمد امهيدية، والي جهة الرباطسلاالقنيطرة عامل عمالة الرباط، صارما وهو يدعو المنتخبين المحليين بالعاصمة، إلى الاهتمام أكثر بمشاكل مدينتهم، والعمل على إيجاد الحلول الناجعة لمعاناة ساكنتها، خاصة القاطنة في الأحياء الشعبية الفقيرة. وطالب امهيدية، الذي كان يتحدث اليوم الأربعاء في لقاء نظمه مجلس عمالة الرباط، لتقديم حصيلة أشغاله خلال الفترة ما بين أكتوبر 2015 وأكتوبر 2017، (طالب) منتخبي هذا المجلس بضرورة التصدي لما أسماه ب"النقط السوداء" بالمدينة، بدل الاهتمام بالمشاريع الإسمنتية، حيث خاطبهم قائلا: "براكا من البني والبيطون نحن بحاجة إلى مشاريع مدرة للدخل." وكشف الوالي أن العديد من الأحياء التي تحيط بالعاصمة الإدارية للمملكة، أضحت بمثابة "جيوب للفقر"، خصوصا حيي اليوسفية ويعقوب المنصور، حيث معظم الشوارع مغلقة في هذان الحيان، الأكثر احتضانا للساكنة الرباطية، بالإضافة إلى الانتشار الكبير لظاهرة احتلال الملك العمومي، و"الفراشة". وشدد امهيدية على ضرورة التفكير في حل جذري ودائم لهذه الظاهرة، مضيفا أن الباعة الجائلين أو "الفراشة" هم "في حاجة اليوم إلى حل شامل وواقعي، ومسؤوليتنا هي إيجاد هذا الحل وتنزيله، إذ لابد من أن يشكل هذا الأمر 80 في المائة من انشغالات المنتخبين"، على حد تعبير والي الرباطسلاالقنيطرة، الذي دعا أيضا إلى الاهتمام ب"المدينة القديمة"، قائلا إن "السياح والوافدون على الرباط، يأتون لزيارة المدينة القديمة وليس لرؤية الأحياء الراقية بالرياض أو اكدال ، لذلك، لابد من أن تحظى المدينة القديمة بالأولوية وأن تكون في صلب اهتمام المجالس المنتخبة." كما نبه والي الرباط إلى مشكل النقل العمومي، حيث دعا إلى إيلاءه العناية اللازمة، قبل أن يعلن في هذا السياق عن قرب فتح طلب عروض جديدة متعلقة بالتدبير المفوض لمرفق النقل الحضري، بالقول "قريبا غادي نتفكو إن شاء الله من طوبيسات ستاريو، وفي الغالب خلال الأسبوع المقبل سنفتح طلب عروض جديدة ونتمنى أن تكون العروض المقدمة في المستوى العالمي." من جانبه، قال سعد بنمبارك، رئيس مجلس عمالة الرباط، خلال اللقاء ذاته إن كل المشاريع التي سطرها مجلسه، تم تنفيذها أو في طور التنفيذ، مضيفا انسجام الأغلبية والمعارضة، كان عاملا مساعدا في انجاز هذه المشاريع. وعاد بنمبارك إلى الضجة التي أثيرت بشان اقتناء عقار لإنجاز مشروع " المعرض الدولي للرباط ، حيث كشف أنه بمبادرة من مجلس عمالة الرباط، تقدم هذا الأخير رفقة كل من مجلس جهة الرباطسلاالقنيطرة ومجلس جماعة الرباط، بطلب إلى والي جهة الرباطسلاالقنيطرة من أجل إيقاف مسطرة بيع العقار المتواجد عند مدخل مدينة الرباط بشارع الحسن الثاني، الذي مساحتها 4 هكتار، والذي كان يشكل المقر السابق للوكالة المستقلة للنقل الحضري. وأضاف المتحدث أنه تجسيدا لرغبة الأطراف المعنية في تأسيس شراكة مؤسساتية قوية بينها، إلى جانب الغرف المهنية لجهة الرباطسلاالقنيطرة، للرقي بمدينة الرباط من خلال توفير بنية تحتية تمكنها من احتضان كبريات التظاهرات الاقتصادية والثقافية المتنوعة، تدارست المجالس المعنية هذه النقطة واتخذت مقررات تهم عقد شراكة فيما بينها عبر مساهمتهم في اقتناء هذا الوعاء العقاري وتخصيصه لإنجاز مشروع المعرض الدولي للرباط. وأكد بنمبارك أن من شأن عملية الاقتناء هذه، "التوفر على وعاء عقاري متميز نظرا لندرة الأراضي الشاغرة بنفس المساحة بمدينة الرباط وبنفس المواصفات إضافة إلى تجنب تفويته عن طريق البيع بالمزاد العلني"ن مشيرا إلى أن كلفة هذا الاقتناء تقدر بحوالي 134 مليون و402 ألف و400 درهم، ستساهم فيه جميع الأطراف المتعاقدة.