أعادت الشرطة في اسبانيا والخارج أمس الأربعاء رسم مسار مخطط منفذي اعتداءي كاتالونيا الذين كانوا يحضرون لاعتداء أكبر باستخدام كمية هائلة من المتفجرات، بحسب اعترافات أحد المشتبه بهم. ونفذت شرطة كاتالونيا عمليات تفتيش جديدة اثر استجواب أربعة مشتبه بهم يوم الثلاثاء، كشفوا أن مدبري الهجمات الذين كانوا يقتدون بإمام مغربي، كانوا يعتزمون تفجير معلم او عدة معالم لايقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا. واكد القضاء الاسباني الاربعاء ان الامام عبد الباقي الساتي كاد يطرد من اسبانيا لكن قاضيا قدر في 2015 انه لا يشكل "تهديدا حقيقيا وخطرا بما يكفي (..) على الامن العام". فبعدما امضى عقوبة سجن لادانته في قضية مخدرات في 2014، كان هذا الامام معرضا لقرار طرد من اسبانيا، لكن القرار الغي بداعي "جهوده في الاندماج"، بحسب بيان للقضاء اكد معلومات كانت نشرتها صحيفة ال موندو. ولم يقرر الشبان الجهاديون استخدام سيارات لدهس مارة الا بعد مقتل الامام في انفجار عرضي لمخبرهم في 16 غشت. ووجه القضاء الاسباني الثلاثاء تهمة ارتكاب "اعتداءات إرهابية" لكل من محمد حولي شملال (20 عاما) وادريس اوكابير (27 عاما) وهما اثنان من المشتبه بهم الأربعة الذين لا يزالون على قيد الحياة من أعضاء الخلية الإرهابية المتهمة بالتحضير للاعتداءين. وقتل ثمانية آخرون بعد التسبب بمقتل 15 شخصا الخميس والجمعة الماضيين، بينهم اثنان بطعنات سكين و13 دهسا بمركبتين، الأولى حافلة صغيرة في شارع لارامبلا في برشلونة والثانية سيارة "اودي اي 3" في كامبريلس في جنوب غرب كاتالونيا. وأفرج عن محمد علاء، المشتبه به الثالث مالك سيارة الاودي على أن يبقى تحت مراقبة القضاء، لعدم كفاية الأدلة. أما المشتبه به الرابع سهل القريب فقد جدد القاضي مدة توقيفه على ذمة التحقيق. وهو صاحب محل لاجراء الاتصالات الهاتفية في مدينة ريبول الصغيرة على سفح البيرينيه حيث كان يقطن معظم المشتبه بهم. وأفاد متحدث باسم شرطة كاتالونيا وكالة فرانس برس أن الشرطة دهمت ليل الثلاثاء الأربعاء محل المشتبه به الرابع وشقة سكنية أخرى في مدينة فيلافرانكا ديل بينيدس، على بعد 50 كلم غرب برشلونة. وتوسعت التحقيقات الى الخارج لأن معظم المشتبه بهم مغاربة وسجلوا تنقلات في بلجيكا وسويسرا وفرنسا. والتقط رادار قرب باريس سيارة ال "اودي اي 3" التي استخدمت في تنفيذ عملية الدهس في كامبريلس، وداخلها أربعة أشخاص. وسمح ذلك لمحققين فرنسيين بأن يؤكدوا أن السيارة كانت في فرنسا يومي 11 و12 غشت. وأعلنت رئيسة بلدية برشلونة ادا كولو التي تعرضت للانتقاد لعدم حمايتها لا رامبلا، تشكيل لجنة لتحديد كيفية وضع هذه الحماية. من الواضح ان التهديد كان جديا. فقد عثرت الشرطة تحت أنقاض منزل ألكنار حيث قتل اثنان من المشتبه بهم، على 120 عبوة غاز وكمية كبيرة من المسامير تستخدم لزيادة تأثير العبوات القاتل وكمية من الصواعق و500 ليتر من الأسيتون بالإضافة الى مادة بيروكسيد الهيدروجين والبيكاربونات. وتستخدم كل هذه المواد في صنع مادة بيروكسيد الاسيتون (تي اي تي بي) وهي نوع من المتفجرات يستخدمه تنظيم الدولة الإسلامية، الذي تبنى اعتداءي كاتالونيا. وعثرت الشرطة تحت الأنقاض على نص مكتوب بخط اليد جاء فيه "باسم الله… رسالة من جنود تنظيم الدولة الإسلامية في أرض الأندلس (مشيرين بذلك إلى المنطقة الاسبانية التي كانت خاضعة الى الحكم الاسلامي حتى عام 1492) إلى الصليبيين والحاقدين والآثمين…"