أكد وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي، اليوم الخميس بالدار البيضاء، أن مدينة "محمد السادس طنجة-تيك" تشكل نموذجا مبتكرا للمناطق الصناعية الجديدة، و تقدم منصة استثمارية متكاملة المرافق والخدمات. وقال العلمي، في كلمة له خلال ندوة صحفية نظمها البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا لتقديم الخطوط العريضة لهذا المشروع، إن هذه المدينة تتجاوز النموذج التقليدي للمناطق الصناعية، والتي كانت تفتقر للمرافق الضرورية خاصة على مستوى السكن، مما حال دون تطورها، مشيرا إلى أنه تم اعتماد النموذج الصيني، كتجربة متقدمة على الصعيد العالمي في هذا النوع من المدن، والذي جعل من هذه المدن المحرك الأساسي للاقتصاديات المحلية. واعتبر الوزير أن هذا المشروع الهام، الذي سيوفر أكثر من 100 ألف منصب شغل، ويمتد على عشر سنوات، يعد مشروعا استراتيجيا بالنسبة لجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، والتي تعاني من نقص على مستوى المناطق الصناعية، مسجلا أن هناك رغبة لدى الحكومة ومجموع الفاعلين العموميين والخواص من أجل تعميم هذه التجربة عبر جهات أخرى من المملكة بعد تقييمها. وأبرز العلمي أن هذا المشروع، الذي تشرف عليه جهة طنجة- تطوان- الحسيمة والمجموعة الصينية "هيتي" ومجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا، تجاوز الآن مرحلة الدراسات، ويسير في طريقه الصحيح، مضيفا أنه تم تلقي العديد من العروض من طرف مستثمرين صينيين للانخراط في هذه التجربة الفريدة، والمساهمة في الشركة التي أحدثت للإشراف علي إنجاز المشروع. وذكر أن هناك اتجاها لدى المصنعين الصينين للاستفادة من الإمكانيات التي يتيحها المغرب كمنصة صناعية واعدة لها العديد من المقومات التي تخول له الاستجابة لتطلعاتهم، خاصة في ما يتعلق بالبنيات التحتية والموارد البشرية والتحفيزات المالية والجبائية والقانونية، فضلا عن موقعه الجغرافي كبوابة نحو إفريقيا، وصلة وصل بين ثلاث قارات. ويشكل مشروع المدينةالجديدة المندمجة لطنجة "محمد السادس طنجة تيك"، الذي ترأس جلالة الملك محمد السادس حفل تقديمه في 20 مارس الماضي، التوقيع على بروتوكول الاتفاق المتعلق بها، تجسيدا للشراكة الاستراتيجية القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية. وستقام هذه المدينة الصناعية، التي وقعت مذكرة التفاهم المتعلقة بها في 12 ماي 2016، بين كل من وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، وجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، والمجموعة الصينية هيتي، بطنجة، عبر ثلاث مراحل، وذلك على مساحة إجمالية قدرها 2000 هكتار . وتهم المرحلة الأولى (500 هكتار) تهيئة فضاء سكني ذكي ومنطقة مندمجة للخدمات تضم عشرة قطاعات (الطيران، السيارات، التجارة الإلكترونية، الاتصالات، الطاقات المتجددة، النقل، الأجهزة المنزلية، الصناعة الدوائية، تصنيع المواد، الصناعات الغذائية). فيما سيتم خلال المرحلة الثانية تهيئة منطقة لوجستية حرة على مساحة 500 هكتار تشتمل على عدد من المشاريع، ومنفتحة على آسيا، وأوروبا، وإفريقيا. وستخصص المرحلة الثالثة، التي ستمتد على مساحة 1000 هكتار، لإنشاء منطقة للأعمال ستحفز استقرار شركات كبرى متعددة الجنسية.