في سياق الجدل الذي خلقه تحقيق موقع "لوديسك" حول مشروع "طنجة تيك"، والمعطيات التي من شأنها أن تحول دون إنجاز المشروع أوضح رئيس مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا عثمان بنجلون، اليوم الخميس بالدار البيضاء، أن مشروع مدينة (محمد السادس طنجة- تيك) يسير على الطريق الصحيح. وقال بنجلون، في كلمة له خلال ندوة نظمتها المجموعة البنكية لتقديم الخطوط العريضة لهذا المشروع، إن مجموعته معبأة لتنفيذ هذا المشروع إلى جانب الشركاء الصينين الذين ما فتئوا يعربون عن التزامهم الأكيد بالمساهمة في إخراج هذا المشروع المتعدد الأبعاد إلى النور، بمعية باقي الشركاء والمساهمين من القطاعين العام والخاص سواء بالصين أو بالمغرب. وشدد رئيس المجموعة البنكية، التي تساهم في إنجاز مشروع المدينة الصناعية لطنجة إلى جانب كل من مجلس الجهة والمجموعة الصينية (هيتي)، على أن جميع الأطراف المعنية بالاتفاقية التي وقعت أمام الملك محمد السادس في مارس الماضي بطنجة تحذوها رغبة قوية في إنجاح هذه التجربة الفريدة. واعتبر أنه إضافة إلى الالتزام المعبر عنه من طرف المساهمين والمستثمرين الرئيسيين في المشروع، فإنه يتعين على الجميع أن يعتبر أن هذه المدينة الصناعية هي مشروع وطن بأكمله، وإنجاز يعكس الذكاء الجماعي للمغاربة، والتفاعل الإيجابي بين الموارد البشرية والمالية، والتي تجعل من الممكن تحقيق إنجازات كبرى بإفريقيا ومن أجل إفريقيا. وأضاف المسؤول البنكي أن الإرادة الصريحة لكل المكونات الحكومية لإنجاح المشروع تمنح الشراكة بين القطاعين العام والخاص على المستوى الوطني والدولي بعدا استثنائيا، سيجعل من المدينة منصة للإنتاج والتبادل الثلاثي الأطراف بين المغرب والصين وباقي دول العالم. كما أبرز بنجلون أن الرهانات المرتبطة بمدينة (محمد السادس طنجة-تيك) تبقى رهانات كبيرة، مشيرا إلى أنه "لو سئل المغاربة واحدا واحدا، فإن هذا المشروع غير المسبوق سيحظى بتأييد ودعم الجميع، ناهيك عن المساندة التي سيتلقاها من كل مناصري التقدم الاقتصادي والاجتماعي، ومؤيدي الإقلاع الاقتصادي بمختلف مناطق العالم، المتطلعين إلى بروز أقطاب جديدة للتنمية يكون لها تأثيرها على المغرب وإفريقيا" . وذكر أن هذه المدينةالجديدة ستستقبل أزيد من 200 مقاولة صينية، وستسهم في تشغيل أزيد من 200 ألف شخص في قطاعات الصناعة والإسكان والصحة والتربية على مدى العشر سنوات القادمة، لافتا إلى أنها إنجاز مستقبلي باستثمار ضخم يتراوح بين 10 و11 مليار دولار، أي أزيد من 105 مليار درهم. ويشكل مشروع المدينةالجديدة المندمجة لطنجة "محمد السادس طنجة تيك"، الذي ترأس جلالة الملك محمد السادس حفل تقديمه في 20 مارس الماضي، والتوقيع على بروتوكول الاتفاق المتعلق بها، تجسيدا للشراكة الاستراتيجية القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية. وستقام هذه المدينة الصناعية، التي وقعت مذكرة التفاهم المتعلقة بها في 12 ماي 2016، بين كل من وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، وجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، والمجموعة الصينية هيتي، بطنجة، عبر ثلاث مراحل، وذلك على مساحة إجمالية قدرها 2000 هكتار . وتهم المرحلة الأولى (500 هكتار) تهيئة فضاء سكني ذكي ومنطقة مندمجة للخدمات تضم عشرة قطاعات (الطيران، السيارات، التجارة الإلكترونية، الاتصالات، الطاقات المتجددة، النقل، الأجهزة المنزلية، الصناعة الدوائية، تصنيع المواد، الصناعات الغذائية). فيما سيتم خلال المرحلة الثانية تهيئة منطقة لوجستية حرة على مساحة 500 هكتار تشتمل على عدد من المشاريع، ومنفتحة على آسيا، وأوروبا، وإفريقيا. وستخصص المرحلة الثالثة، التي ستمتد على مساحة 1000 هكتار، لإنشاء منطقة للأعمال ستحفز استقرار شركات كبرى متعددة الجنسية.