خاضت ساكنة درب حمان بالمدينة القديمة، وقفة احتجاجية، أمس الجمعة ، أمام الشركة الوطنية للتهيئة الجماعية، إثر انهيارمنزلين أول أمس الخميس بالحي المذكور، والذي نتج عنه إصابة سيدة بحالة إغماء، مع إحداث أضراركبيرة بالمنازل المجاورة، مطالبة الجهات المعنية بوضع حلول عادلة تتناسب ومستوى تطلعاتهما. وأوضح سيراج الدين بنموسى رئيس جمعية أولاد المدينة القديمة، أن المنزلين اللذين تعرضا للانهيار،من حسن الحظ كانا غيرمأهولين بالسكان على عكس المنزلين المجاورين اللذين تضررا بشكل كبير إثر الحادث، والذي كان يقطنهما 11 فردا ، مضيفا في اتصال هاتفي أجرته معه"رسالة الأمة" أن تعامل السلطات المحلية مع هذا الملف غير واضح، في إشارة منه إلى وجود لوبيات عقارية، تحول دون إنهاء مشكل الدور الآيلة للسقوط، التي تزداد خطورة يوم بعد يوم، ما يضاعف درجة الاحتقان لدى الساكنة بشكل قد يحدث انفجارا حسب المتحدث. وعن السبل الكفيلة لتجاوزالانهيارات المتوالية، اقترح رئيس جمعية أولاد المدينة القديمة، استغلال بناية تابعة لقيادة بحرية تضم 17 هكتارا، كونها كافية لحل إشكالية العقار، فضلا عن كونها تتوفر على مؤسسات تعليمية وفضاءات للترفيه وكل شروط العيش الكريم . من جانبها، استنكرت أمينة الشابو، التي أغمي عليها خلال الحادث الوضع الذي تعيش على إيقاعه الساكنة منذ سنين دون أن يعرف طريقه إلى التسوية، مضيفة في تصريحها ل"رسالة الأمة" أن السلطات المعنية اقترحت على السكان مبلغ 13مليون سنتيم مقابل الإفراغ، كمحاولة منها للتفاوض، الأمر الذي اعتبرته المتحدثة منافيا للصواب، خصوصا وأن المبلغ غير كافي لتوفيرمسكن. وقد جاء هذا الحادث لينضاف إلى حوادث مأساوية أخرى شكلتها سلسلة من الانهيارات خلفت عددا من القتلى والجرحى بالمدينة القديمة، كان آخرها الحادث الذي وقع قبل أسبوع وخلف إصابة سعبة أشخاص من ضمنهم سيدة وصفت حالتها بالخطيرة على مستوى العمود الفقري. وتبقى وضعية مجموعة من الأحياء في المدينة القديمة، خاصة المجاورة لعرصة بن سلامة متشابهة من حيث خطورة المباني المتقادمة فيها، كبوطويل، درب المعيزي، درب عبد الله درب كشبار، زنقة لابوت، ودرب السينغال، هذا الأخير الذي يعود بناؤه إلى بداية القرن الماضي، وقد اضطرت فيه عشرات العائلات،استنادا إلى المصادرذاتها، للسكن بالساحة التي تتوسط الحي في خيام من الورق المقوى والبلاستيك، بعد أن غادرت منازلها خشية انهيارات جديدة قد تكون من بين ضحاياها.