إن حزب الاتحاد الدستوري عند بزوغ شمس تأسيسه بتاريخ 9 أبريل 1983 لم يتميز فقط كأول كيان سياسي مغربي ينادي صراحة بالليبرالية الاجتماعية كاختيار مذهبي و سياسي و اقتصادي و يدافع عن اللامركزية و المبادرة الحرة وتحرير الإنسان سياسيا و اقتصاديا من التبعية و الخنوع و رفض اقتصاد الريع و احتكار رأس المال و هي كلها أفكار جديدة مغايرة شكلا و مضمونا عن ما كانت تطرحه التيارات و الأحزاب السياسية التي كان أغلبها تنادي و تدافع عن الاشتراكية كمنهاج حياة و طريقة لتسيير الدولة و تخطيط الاقتصاد في ضل مركزية الإدارة و بيروقراطية القرارات يكون المواطن مجرد الة تابعة يؤثر عليه واضعة بوصلتها المذهبية صوب شرق اوروبا أخدين كنماذج دول عربية و أخرى إفريقية و اسيوية أكتشف مؤخرا في ضل ما يعرف بالربيع العربي و قبلها بأوروبا الشرقية عند سقوط جدار برلين انها سجون كبيرة لمواطنها و مزرعة خاصة للحكام و قبيلتهم محتكرين السلطة و المال باسم الثورة و الاشتراكية و القومية و محاربة الإمبريالية و الرجعية, في ضل كل هذا التميز لحزب الاتحاد الدستوري يضاف اليه تميزه التام و الجدري و طرحه طريقا جديدا لتأطير الشباب خصوصا جيل ما بعد الاستقلال و بعده جيل ما بعد مسيرة الملك الحكيم الحسن الثاني رحمه الله لتحرير أقاليمنا الجنوبية الصحراوية هذا الجيل الأخير الذي انتمي انا اليه ففي الوقت الذي كانت نضرة الأحزاب و الحركات اليسارية القانونية المحسوبة على الاشتراكية العلمية و الاشتراكية – التقدمية و التحررية- أو السرية التي تخطط لقلب النظام الشرعي للبلاد المحسوبة على الماوية و الشيوعية المتطرفة تنضر للشباب فقط كعنصر عددي و سلاح يشحن ضد الدولة و مؤسساتها, يخطط له – الشباب – مع غياب لكل فرص للإبداع او المشاركة الحقيقية في صنع القرار فجاء الأستاذ المرحوم المعطي بوعبيد و معه رفاقه المؤسسين لحزب الاتحاد الدستوري و على راسهم المرحوم الأستاذ عبد اللطيف السملالي بطريقة مغايرة للتعامل مع الشاب المغربي فكان هدف الحزب تاطيريا في الدرجة الأولى و مدرسة لإعداد أطر و نخبة المستقبل في كل الميادين الاقتصادية, السياسية و الاجتماعية و حتى الرياضية فكان حزب الاتحاد الدستوري يرفض التسييس المتوحش للجامعة و تحويلها الى حلبة للصراع الجسماني بين الأحزاب المعارضة و بوكالة عنها الطلبة و الشباب من جهة و الدولة ممثلة في رجال الأمن, فالاتحاد الدستوري يعتبر أن دور الطالب الأول و الأساسي هو التحصيل العلمي و الحصول على النقط العالية مع تثقيفه ثقافة سياسية صحيحة يكون هدفها الأسمى خدمة الوطن و المواطن و الرقي بالبلاد ليكون مفخرة لعائلته و حزبه و بلده فالاتحاد الدستوري لم يكن في يوم من الأيام من طينة تلك الأحزاب التي تتبجح بعدد الشباب الذين تسببت لهم في دخولهم السجون او الانقطاع الدراسي مع ضياع مستقبلهم و حياتهم العملية و الأسرية بسبب التغرير بهم و إقناعهم انهم هم من سوف يصنع الثورة – المزعومة ضد الرجعية و الرأسمالية-, فكما استقطب حزب الاتحاد الدستوري عند تأسيسه و لا زال يستقطب خيرة الأطر و الكفاءات في مختلف مجالات الحياة, مع تمكينه العديد من الأطر الشابة من الوصول الى مواقع المسؤولية, كان هدفه الأسمى الى جانب ذلك إخراج و تحرير الشباب من التهميش السياسي و الاقتصادي فكان اول حزب سياسي نادى و دافع عن فكرة تأسيس الشركات من طرف المقاولين الشباب خريجي الجامعات و معاهد التكوين المهني طارحا فكرة التشغيل الذاتي كحل عملي و منطقي لمحاربة بطالة الشباب فبذلك لا نحارب بطالة الشباب الجامعي فقط بل نخلق مناصب شغل جديدة و نروج معها اقتصاد البلد مما يقوي الطبقة المتوسطة و يغني الفقير دون تفقير الغني. كما تميز الاتحاد الدستوري في تأطير شبابه بغرس مبدئ المسؤولية و ربط الواجبات بالحقوق, و وأذكر هنا بكلمة – حكمة - للأخ الأمين العام لحزبنا الأستاذ محمد ابيض خلال اجتماع اللجنة الإدارية الأخير المنعقد بالمقر المركزي للحزب بالدار البيضاء بتاريخ 22-12-2012 أنه لو قام كل فرد من أفراد المجتمع بأداء واجباته على أكمل وجه ما بقي مواطن من غير حقوقه, فهدا هو حزب الاتحاد الدستوري و هذه مبادئه لا يرفع شعارات تخط بالقلم رنانة تعجب المستمع بل يدعوا للعمل و المثابرة و الاجتهاد خدمة للوطن و المواطن اينما كان موقعه في تسيير الشأن المحلي و الوطني او في المعارضة, موظفا و إطارا في الدولة او مقاولا و عاملا في القطاع الخاص. إننا اليوم نحن كشباب جيل ما بعد المسيرة الخضراء خريجي مدرسة حزب الاتحاد الدستوري السياسية واعون كامل الوعي بمسؤوليتنا و نحن نتهيأ للإعداد للمؤتمر الوطني لمنظمة الشبيبة الدستورية و للمؤتمر الوطني الخامس للحزب أن علينا التفكير في الجيل الجديد من الشباب المغربي فبعد خمسة سنوات من اليوم سوف يصل ممن ولد في بداية العهد الجديد عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله سن 18 سنة – سن الرشد القانوني و البلوغ السياسي - مما يستوجب علينا ابتكار ادوات جديدة لتأطير هؤلاء الشباب الذي يتميز بفطنة و ذكاء عالي مع تمرد على كل ما هو بالي و تقليدي, شباب يتخذ من الشبكة العنكبوتية الإنترنيت و الفايس بوك و تويتير و المنتديات الافتراضية فضاء للإبداع الفكري و الثقافي و ساحة للنضال السياسي و المجتمعي.