أفاد مصدر مسؤول بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أنه لم يظهر إلى حد الآن متى سيبدأ كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء جولاته المكوكية إلى المنطقة ولا وفق أي منهجية. وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه "لما قدم كريستوفر روس تقريره الشفوي أمام مجلس الأمن الدولي أكد على أن مسار المفاوضات في طريق مسدود فاقترح أسلوب الجولات المكوكية بدله، لكنه لم يظهر إلى حد الساعة كيف سيقوم بذلك"، مؤكدا في سياق حديثه أن "الظاهر هو أن الأجوبة عن هذه الأسئلة لن تتضح إلا بعد عطلة رأس السنة الميلادية". وتابع المصدر في تصريح ل"رسالة الأمة" أنه لا تهم طبيعة المفاوضات المقبلة حول نزاع الصحراء المفتعل فيما إن كانت مباشرة أو غير مباشرة، لكن "المهم أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون اعتبرت في وقت سابق أن اعتراف روس بفشل مسلسل المفاوضات بعد تسع جولات غير رسمية وأربع رسمية انتصار للمقاربة المغربية واستجابة للضغوط الدبلوماسية التي قام بها". وكان روس قد أكد أن عقد جولة أخرى من المحادثات غير الرسمية فورا لن يسهم في إحراز تقدم في البحث عن حل٬ مشيرا إلى أنه يعتزم التركيز أولا على "المشاورات الإضافية مع الفاعلين الدوليين الرئيسيين٬ والانخراط في فترة جولة دبلوماسية مكوكية مع الأطراف في إطار زيارة واحدة أو عدد من الزيارات للمنطقة". هذه المقاربة الجديدة في المفاوضات اعتبرت إشارة واضحة من روس ترمي إلى وضع حد لسلسلة من المفاوضات غير الرسمية التي نظمتها الأممالمتحدة بين المغرب والبوليساريو منذ سنة 2009 ، وإن كان عدد من المتتبعين والمراقبين يرون أن مشكل نزاع الصحراء المفتعل لا يتعلق بمقاربة أو وسيلة لإيجاد حل له، وإنما مرتبط بجرأة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى المنطقة بإشارته بشكل مباشر في تقاريره إلى أن الجزائر هي الطرف الأساسي في هذا النزاع. ومع ذلك فإن سلسلة اللقاءات التي سيعقدها روس في محطات جولاته المكوكية المنتظرة قد توصله إلى مقاربة واستنتاجات سيبدأ على أساسها أولى تحركاته اللاحقة من أجل ضبط الثابت والمتغير في معادلة نزاع الصحراء المفتعل و التي يمكن أن تساعده في تقريب المواقف بين طرفي النزاع على أساس مقترح الحكم الذاتي الشجاع الذي اقترحه المغرب .