خلفت المتابعة الإعلامية التي قام بها صحافي لفائدة الموقع الالكتروني لإذاعة ميد راديو حول أطفال الشوارع ، أوما بات يعرف بفيديو " الجن " ردود فعل قوية في أوساط رواد الموقع الاجتماعي " الفايسبوك " وجمعيات المجتمع المدني. وفي تطور لافت تداول رواد على الفايسبوك فيديو جديد يظهر الجن وباشكو وهما يوجهان انتقاداتهما للصحافي الذي قام بتصوير الشريط على ما اعتبروه استغلالا لهما ولصديقيهما الآخرين من أجل تمرير خطابات سياسية معينة، وقد أكد الجن و باشكو على عزمهما رفع دعوى قضائية ضد الجهة التي استغلت قضيتهما إعلاميا. وقد ظهر الطفل المسمى " الجن" مصابا بكدمات على مستوى عينه اليمنى وإلى جانبه المسمى " باشكو " الذي ندد باستغلال باعة الأقراص المدمجة للفيديو المذكور. وعزز ظهور الجن وصديقه صوت مصور الفيديو الذي تداولته أشهر الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي" فايسبوك" وخاصة صفحة (بوزبال)، والذي بعث من خلاله رسائل سياسية خاصة لإذاعة ميد راديو حيث ردد ما مفاده " أين الصحافي وأين الإذاعة " بصيغة تهكمية. ومن جهته، أكد الطفل باشكو على أن الإذاعة استغلتهم في الترويج واكتفت بتسليمهم لإحدى الجمعيات. وفي إطار ردود الفعل المستجدة، وجهت جمعية منتدى الطفولة نداء تناشد من خلاله تجنب ذكر أسماء وصور وصفات أسر ضحايا الانتهاكات غير الأخلاقية والأطفال في وضعية صعبة خصوصا كالاغتصاب وجرائم الشرف من أضرار اجتماعية ونفسية طويلة الأمد. و استنكرت الجمعية بشدة الاستغلال الفاضح لبراءة الأطفال في القضايا السياسية من كل الأطراف المتنازعة، وكذا استخدام الأطفال في الخطابات السياسية التي لا يفهمها معتبرة أن من المسيء دفع الأطفال إلى النطق بمصطلحات وقضايا لا يعرفونها ولا يفهمونها. وعبرت الجمعية عن خشيتها في أن يصبح الأطفال ضحايا الأعمال الإجرامية ضحايا مرة أخرى للتشهير الإعلامي الخاطئ والذي يدمر حياتهم ومستقبلهم وسمعة أسرارهم. إلى ذلك، كان المرصد الوطني للطفولة قد نظم ندوات صحافية ولقاءات تهم موضوع الطفل في الإعلام متوجا جهود ه بالميثاق الوطني حول "الأطفال ووسائل الإعلام" الذي توخى إرساء إطار ثقافي وأخلاقي يحتكم إليه النشاط الإعلامي المهني في معالجته لقضايا الطفولة وتناوله للطفل كموضوع إعلامي وإشهاري، وكذا تشجيع الوسائط الإعلامية على تكريس إشاعة ثقافة حقوق الطفل والاهتمام بقضاياه، بما يحفظ حياة الطفل ويصون كرامته ويحقق نماءه. كما يقوم على مبدأ الاحترام الفعلي والتطبيق السليم لقواعد أخلاقيات مهنة الإعلام كما هو متعارف عليها دوليا ووطنيا في ما يتعلق بموضوع الطفل والطفولة، خاصة ما يتعلق باحترام وحماية المصادر وتوازن المادة الإعلامية وتوظيف الصورة واستعمال اللغة. ونص الميثاق المذكور، إلى جانب التزامات عامة، على التزامات مجالية خاصة في مجال الإعلام، سواء السمعي البصري، أو الصحافة المكتوبة والإلكترونية، أو الإشهار والصورة الصحافية، أو التعامل مع المصادر الصحافية والمقابلة الصحافية في ما يتعلق بموضوع الطفل.