أطلقت فدرالية جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بإقليم الجديدة نداء استغاثة، محذرة من تبعات ما وصفته ب"الإهمال المقلق وغير المبرر" الذي طال إحدى المؤسسات التعليمية العمومية، بعد أن حُرم تلاميذ المستوى السادس ابتدائي بالمدرسة الفقيه الحطاب من التمدرس لما يزيد عن 31 يوما متتاليا، وذلك بسبب غياب أستاذة في وضعية رخصة ولادة، دون أن يتم تعويضها رغم طول المدة. هذا الغياب غير المعوض، والذي امتد لأكثر من شهر، تزامن مع مرحلة حساسة من السنة الدراسية، حيث يستعد التلاميذ المعنيون لاجتياز الامتحان الإشهادي في نهاية المرحلة الابتدائية. و طحسب الفدرالية، قد يؤثر بشكل كبير على فرصهم في التحصيل، ويضعف من استعدادهم المعرفي والذهني في غياب أي تدخل عملي أو خطة استعجالية من الجهات التربوية المسؤولة لتدارك ما يمكن تداركه من الحصص الضائعة. الفدرالية، وفي بيان شديد اللهجة، عبّرت عن استغرابها من المفارقة الصارخة التي تعيشها المدينة، حيث تشير المعطيات إلى وجود فائض من الأطر التربوية في بعض المؤسسات التعليمية بالإقليم، مقابل غياب التفاعل مع حالة عطالة قسرية تضرب فصلا دراسيا بالكامل، في وقت يفترض أن تكون فيه الوزارة مستنفرة لضمان استمرارية التعليم وجودته. كما استنكرت الفدرالية ما اعتبرته "لامبالاة مقلقة" من قبل المديرية الإقليمية للتعليم بالجديدة، التي ظلت حسبها مكتوفة الأيدي أمام تصاعد غضب الأسر واحتقانها معتبرة أن التهاون في تدارك هذا الخلل هو تهاون في أداء واجب وطني أساسي منصوص عليه في الدستور، ويتعلق بضمان الحق في التعليم لجميع الأطفال دون تمييز أو تهميش. وأضافت الفدرالية أن أولياء الأمور يعيشون حالة من الإحباط والقلق المتزايد، خاصة مع استمرار تجاهل مطالبهم المستمرة، مشيرة إلى أن هذا الوضع إذا استمر على حاله سيؤدي لا محالة إلى المساس بمبدأ تكافؤ الفرص، ويضع التلاميذ المتضررين في موقع ضعف مقارنة بأقرانهم، سواء داخل الإقليم أو خارجه. وفي هذا السياق، دعت الفدرالية إلى تحرك فوري وعاجل من قبل وزارة التربية الوطنية، من خلال اتخاذ تدابير عملية لتعويض الأستاذة الغائبة وإطلاق خطة تربوية واضحة تروم استدراك الزمن المدرسي المهدور، وضمان حق هؤلاء التلاميذ في التحصيل إسوة بباقي زملائهم. كما طالبت بوضع حد لحالة التراخي التي تشهدها بعض المديريات الإقليمية، مشددة على أن المدرسة العمومية لا يجب أن تبقى رهينة للفراغات التنظيمية أو للقرارات المؤجلة. وفي ختام بيانها، أكدت فدرالية آباء وأولياء التلاميذ بإقليم الجديدة أن قضية التلاميذ المتضررين من غياب الأطر التربوية لا يجب أن تنظر إليها كحالة معزولة، بل كمؤشر على اختلالات أعمق تضرب قطاع التعليم العمومي، مما يستدعي وقفة حازمة ومراجعة شاملة لمنظومة التدبير، بما يكفل تأمين حق التلاميذ في تعليم منتظم، مسؤول، ومنصف.