شهدت مدينة الدارالبيضاء، يوم الجمعة الماضي، انطلاق فعاليات الدورة الأربعين للمؤتمر الوطني الطبي، الذي تنظمه الجمعية المغربية للعلوم الطبية. واستمر هذا الحدث العلمي حتى يوم الأحد، بحضور وزراء صحة سابقين، وأطباء، وخبراء من المغرب ومجموعة من الدول الإفريقية. شكل المؤتمر منصة لعرض أحدث التطورات الصحية، خاصة فيما يتعلق بالبروتوكولات العلاجية، وآليات التصدي للأوبئة والتحديات الصحية المختلفة. كما تضمن مناقشات حول مواضيع حيوية مثل السيادة الصحية، وتسهيل الوصول إلى الأدوية، وتعزيز حكامة القطاع الصحي، إضافة إلى الشراكة جنوب-جنوب. وشملت الفعاليات أيضًا عروضًا متخصصة حول المجموعات الصحية الترابية وأهمية حماية البيانات الشخصية للمرضى، وضمان تبادل الملفات الصحية بأمان وفقًا للقوانين المعمول بها. نظم المؤتمر تحت الرعاية الملكية السامية، وتزامن مع الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية. وأكد الحدث على التزام الجمعية بدعم البحث العلمي، ومساندة الأطباء الشباب لتطوير قدراتهم العلمية بما يخدم قطاع الصحة. وخلال الجلسة الافتتاحية، تم الإعلان عن الفائزين بجائزة إفريقيا للصحة، حيث تقاسمت التونسية خديجة زواري، من كلية الطب بمونستير، والمغربية شيماء رشدي، الباحثة في علم الأجنة بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة، الجائزة عن أبحاثهما المتعلقة بمشاكل الخصوبة والإنجاب. كما تم الكشف عن نتائج مسابقة الأطباء الداخليين والمقيمين، التي نُظمت بدعم من مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة ومجموعة القرض الفلاحي. وقد فاز بالجائزة إسماعيل العمود، طبيب مقيم بمصلحة طب العيون بالمركز الاستشفائي الجامعي بفاس، عن بحثه حول الكشف المبكر وتتبع مرض المياه الزرقاء للحد من تأثيره على صحة البصر، إلى جانب كوثر بلحارثي، من المركز الاستشفائي الجامعي بوجدة، التي قدمت بحثًا حول تجديد الأنسجة ودوره في شفاء الجروح الجلدية. وفي تعليق على هذا الحدث، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، أن دعم الأطباء الشباب يعد ركيزة أساسية لتطوير قدراتهم العلمية، وتمكينهم من اكتساب المعرفة الضرورية لخدمة الصحة العامة في المغرب وإفريقيا. كما أبرز أهمية الشراكة جنوب-جنوب في المجال الصحي، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية. وأشار الدكتور عفيف إلى أن الجمعية تواصل التزامها بهذا النهج من خلال عدة مبادرات، من بينها استقبال أطباء أفارقة للاستفادة من التكوين الطبي المستمر في المغرب، وإطلاق ناديين خاصين بالأطباء الشباب المغاربة والأفارقة، إضافة إلى إصدار دورية علمية يشرف عليها أطباء المستقبل بمواكبة أساتذة ومختصين في المجال.