تحيي المملكة المتحدة بمراسم بسيطة اليوم الجمعة الذكرى الأولى لوفاة إليزابيث الثانية بعد حكم دام سبعين عاما وإعلان نجلها تشارلز الثالث ملكا. وبدأت عندها مرحلة حداد وطني انتظر خلالها مئات آلاف البريطانيين لعشرات الساعات في طوابير لإلقاء نظرة الوداع على ملكتهم التي تولت العرش لأطول مدة في تاريخ الملكية البريطانية. وطوت المملكة المتحدة والأمم الأربع عشرة التي يرئسها العاهل البريطاني، بذلك صفحة من تاريخها وأعتلى تشارلز الثالث العرش في سن متقدمة إذ يبلغ الآن 74 عاما. بمناسبة الذكرى الأولى لوفاة الملكة لن تقام مراسم عامة كبيرة. فيتوجه الملك وزوجته كاميلا المقيمان حاليا في بالمورال مواصلين بذلك التقليد الذي أرسته إليزابيث الثانية، إلى كنيسة صغيرة قريبة للصلاة. أما ولي العهد الأمير وليام وزوجته كاثرين فيشاركان في مراسم دينية خاصة في ويلز في كاتدرائية سانت ديفيدس في المدينة التي تحمل الاسم نفسه والتي زارتها الملكة الراحلة في 1955. في لندن ستدوي طلقات مدفع من متنزه هايد بارك وبرج لندن. وكشفت الحكومة قبل أيام عن مشروع لإقامة "نصب دائم" سيدشن في 2026 في الذكرى المئوية لولادة إليزابيث الثانية. وقال تشارلز الثالث في رسالة سجلت في الذكرى وتصدرت عناوين الصحف "نتذكر بكثير من الحب حياتها المديدة وخدماتها المتفانية وكل ما مثلته لكثر منا". وأضاف "انا ممتن للغاية أيضا للحب والدعم اللذين ع بر عنهما لزوجتي ولي شخصيا خلال السنة المنصرمة فيما كنا نبذل قصارى جهدنا لنكون في خدمتكم جميعا". وبعدما أمضى سنوات طويلة منتظرا اعتلاء العرش، شهدت السنة المنصرمة بالنسبة لتشارلز محطات عدة منها تعيين أول رئيس للوزراء في عهده وأول كلمة بمناسبة عيد الميلاد عبر فيها عن تعاطفه مع الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في خضم أزمة غلاء المعيشة، وقام بأول زيارة إلى الخارج في ألمانيا على أن يزور فرنسا نهاية أيلول/سبتمبر. واستقبل قادة دول ولا سيما الأميركي جو بايدن والأوكراني فولوديمير زيلينيسكي. ولا يتمتع تشارلز الثالث بشعبية والدته الواسعة جدا وقد واجه أيضا تظاهرات مناهضة للنظام الملكي خلال زياراته داخل البلاد و لاسيما خلال تنصيبه في السادس من ماي الماضي. وأظهر استطلاع أخير للرأي أن 59 % من البريطانيين يعتبرون أن الملك "يبلي بلاء حسنا" في مقابل 17 % يرون عكس ذلك. ولا يتوقع أن تكون الذكرى الأولى لوفاة الملكة مناسبة لحصول مصالحة بين الأمير هاري وأفراد العائلة الملكية. ودوق ساسكس الذي انتقل للعيش في كاليفورنيا مع زوجته ميغن وطفليهما، موجود حاليا في المملكة المتحدة للمشاركة في مناسبة خيرية. وذكر جدته خلال هذه المناسبة المكرسة للأطفال المرضى فقال "إنها تنظر إلينا جميعا هذا المساء وهي سعيدة برؤيتنا معا ونستمر بتسليط الضوء على مجموعة رائعة". وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن هاري لن يلتقي والده ولا شقيقه وليام الذي انتقده كثيرا في كتاب مذكراته الذي صدر في كانون يناير.