كشفت مسؤولة بوزارة الصحة عن ارتفاع معدل وفيات أطفال الأمهات القاصرات بالمغرب بنسبة 50بالمئة. وأثبتت الدراسة التي تحمل عنوان "الآثار الصحية لظاهرة تزويج الفتيات القاصرات"، أن معدل وفيات أطفال الأمهات القاصرات ارتفع بنسبة تعادل 50بالمئة مقارنة بالأمهات في سن ما بين 20 و29 سنة، كما ارتفعت معدلات ولادات الأطفال الخدّج وانخفاض الوزن عند الولادة والاختناق". وفي هذا الإطار علقت فتيحة أشتاتو، محامية بهيئة الرباط وعضوة فيدرالية مراكز الاستماع، أن مدونة الأسرة جاءت بفصل يخول للقاضي منح الإذن بتزويج القاصرة بناء على شروط تتمثل في رضا الوالدين وأخذ إذن القاضي، إلى جانب القيام بالخبرة الطبية، وللأسف الخبرة الطبية لا يتم القيام بها بالطريقة الصحيحة. مشيرة إلى أن الفعاليات الحقوقية تحارب ظاهرة تزويج القاصرات، لأن الطفلات الأقل من 18 سنة يجب أن تحتضنهم المدرسة والوالدين، لأنهن غير مؤهلات نفسيا وجسديا لتأسيس أسرة، ولا يستوفين الشروط الكامنة للزواج والتي تحدد في 18 سنة. مدونة الأسرة تخول للقاضي بعض الاستثناءات لقبول زواج القاصر وأوضحت المتحدثة، أن المدونة تحمل المسؤولية للأبوي الطفلة، وتتساءل أشتاتو في معرض حديثها "أية مسؤولية لطفلة لا تتجاوز 18 سنة؟" مردفة أن العديد من الجمعيات الخاصة التي تتوفر على مراكز الاستماع الخاصة بفيدرالية رابطة حقوق النساء تحارب هذه الظاهرة، وتؤكد أن الفتيات اللواتي يلجأن للمركز يتم تزويجهن من قبل الوالدين في حال تعرضن للاغتصاب أو تم التغرير بهن، ولكن في الوقت ذاته يعزم بعض الآباء إلى تزويج ابنته قبل بلوغها السن القانوني بسبب ظروفه الإقتصادية المزرية، مشيرة في السياق ذاته إلى أن الفصل 19 من مدونة الأسرة المغربية المتبناة منذ 2004، يحظر زواج الفتيات اللواتي تقل أعمارهن عن 18 سنة، إلا أن مادتين في الفصل نفسه تتيحان للقاضي فرصة القيام باستثناءات وعدم الالتزام بهذه القاعدة، حيث يأمر القاضي بإخضاع الفتاة للخبرة الطبية، والمتمثلة في قدرة الفتاة على الإنجاب إلى جانب القدرة الجسدية كما نقول بالمصطلح العامي للمغاربة "فاخرة". تزويج القاصرات هو اغتصاب للطفولة. وتابعت المتحدثة أنه من خلال الأبحاث العلمية، وتوافد أمهات الفتيات القاصرات على مراكز الإستماع يؤكدن على أنه بعد الزواج تحدث للقاصرات العديد من المشاكل الصحية والنفسية التي تؤدي في بعض الأحيان للوفاة، خصوصا أثناء الولادة، كما ينجبون أطفال خدج يعانون من أمراض صحية. وأضافت أشتاتو، أن تزويج الفتيات القاصرات يضرب بعرض الحائط مستقبل هؤلاء الشباب الذين يعدون مستقبل المغرب، مفسرة أن زواج الفتيات في سن مبكر يترتب عليه أثار صحية واجتماعية واقتصادية ونفسية وغيرها …. وتعتبر المتحدثة ذاتها أن تزويج القاصرات هو اغتصاب للطفولة. وأكدت المتحدثة أن خطاب جلالة الملك في عيد العرش الأخير، كان واضحا حيث أكد على ضرورة دفع النساء بالتنمية وإشراكهن في جميع المجالات، حيث أكد الخطاب على الاهتمام الكبير بالنساء، وفي إطار إعطاء جلالة الملك خارطة طريق لمراجعة مدونة الأسرة، حيث تؤكد أشتاتو في هذا السياق على ضرورة إصلاح مجموعة من الثغرات المتواجدة بمدونة الأسرة والتي ظهرت منذ 2004 إلى حدود اليوم، مؤكدة أنه حان الوقت للحد من تزويج القاصرات وتجريم هذه الظاهرة، إلى جانب إجبارية تعليم الفتيات، ومعاقبة كل من خولت له نفسه تزويج القاصرة. وختمت أشتاتو تصريحها قائلة، رغم الضغوطات التي يعيشها المغرب، هناك أهداف عديدة ستحقق مستقبلا، والمتمثلة في إصلاح صندوق التقاعد، والتأمين، وأيضا رفع من التأمين على الأطفال للرفع من المستوى الاقتصادي للأسر التي تعيش الهشاشة، لأنه يصب في تطوير المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا لتحقيق المجتمع التنموي.