أضحت فئة عريضة من المجتمع المغربي خاصة الأشخاص دون سن الرشد، تتأثر بمظاهر الثراء التي يمعن أصحاب القنوات على اليوتوب و ذوو مواقع التواصل الاجتماعي إبرازها. فمالذي يجعل ظاهرة اتباع صناع المحتوى ظاهرة نفس-اجتماعية و إلى أي حد يؤثروا سلبا هؤلاء على حياة المتتبع المراهق؟ وكيف يمكن حماية من لا مناعة له؟ هذه الأسئلة تجيب عنها بشرى المرابطي أخصائية نفسية وباحثة في علم النفس الاجتماعي عبر "رسالة24". تستهل الأخصائية النفسية تشخيصها لهذه الضاهرة قائلة: يحضى صناع اليوتوب بمتابعة كبيرة خاصة من طرف المراهقين نظرا لعدم اكتمال نضجهم من ناحية، ومن ناحية أخرى ما تتميز به مرحلة المراهقة من الرغبة في الاكتشاف، ناهيك عن كون ما يعرض يعكس حياة حالمة في مخيال المراهق.موضحة، فما يعرض على اليوتوب من لباس لأغلى المركات و إجراء البث الحي من داخل الفنادق وفي أفخم المطاعم إضافة إلى مبالغ الربح الهائلة التي يجنونها، وغيرها تؤثر على المراهق ظنا منه أن ما يراه من مظاهر البهرجة يعود إلى الملكية الخاصة لصناع المحتوى لكون هذا الأخير لا يعلن عن collaboration التي تربطه مع الشركات الداعمة والتي يشهر إنتاجها بشكل غير مباشر. وبذلك فما يعرض على اليوتوب يشكل حياة وردية تأتي على النقيض من الحياة الواقعية التي يعيشها المراهق ينضاف إلى ذلك الفرص التي يحضى بها بعض صناع المحتوى من عروض الاشهارات إلى جانب إقبال بعض المخرجين على إشراكهم في أعمالهم فنية سواء درامية أو فكاهية أو برامج تلفزية كعامل ضامن للمشاهدة كما تعتقده شركة الإنتاج في مقابل حجب الفرص عن خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية والتنشيط الثقافي، بعد مسار دراسي طويل. وعن ما تخلفه هذه المظاهر من تأثيرات على نفسية المراهق تردف المتحدثة قائلة، إن لكل ما تم بسطه لا يمكن إلا أن يكون له تأثير على تمثلات المراهق حول ذاته ولقيمه ولحياته المستقبلية، كما أن له مجموعة من الآثار السلبية التي تتمثل كالآتي. أولا الرفع من القيم المادية على حساب قيمة العلم والمعرفة وقد يكون أحد عوامل التراجع في نتائج الدراسية للمراهق لتراجع الرغبة لديه في التحصيل العلمي، ثانيا تكريس فكرة سرعة الوصول إلى حياة الرفاهية وأنها متاحة عكس ما يقدم في الأسر والمدارس مما قد يكون أحد عوامل ارتفاع البطالة. ثالثا، السعي إلى خوض التجربة مهما كان المحتوى مما يفسر ارتفاع أعداد المراهقين ذوي القنوات الخاصة مع ضعف المحتوى إلى رداءته والانشغال التام بالأمر وإهمال الدراسة والأنشطة المهمة التي تساعده على النمو السليم وعلى تكوين شخصيته وتوازنه النفسي. ولحماية المراهق من شبح اليوتوب وتعزيز مناعته تقترح المرابط، أولا إخضاع محتوى اليوتوب للمراقبة وسن قوانين ذات الصلة من أجل حماية الناشئة.ثانيا، تحمل الإعلام مسؤوليته بالتوقف عن استضافة هؤلاء، خاصة و أنه في السنوات الأخيرة قد ساهم في الإعلاء من قيمتهم ومنحهم ما يسمى بالنجومية مع إعطاء المحتوى الجيد فرصته إلى جانب الشباب المخترع والصانع والمتفوق دراسيا والذين يغيبون للأسف الشديد عن الإعلام، إضافة إلى ضرورة إدراج برامج خاصة تكشف عن خلفيات وخبايا هذا المحتوى وما يسمى بتزييف الحقيقة التي يقع ضحيتها المراهق.