قال رئيس المجلس الجهوي للسياحة لجهة الرباطسلاالقنيطرة، حسن بركاش، إن الحفاظ على مناصب الشغل بقطاع السياحة بات أكبر تحديات القطاع بعد جائحة كورونا. وأبرز بركاش، في حوار له، أن الوضعية الاقتصادية أصبحت، بعد أزيد من ثلاثة أشهر من الجمود، “مقلقة بالنسبة للبلاد بأكملها”، ويبدو التأثير على سلسلة القيمة السياحية واضحا، حيث “أوشكت العديد من المقاولات في القطاع السياحي على إعلان إفلاسها، وبات الحفاظ على مناصب الشغل بالقطاع مهددا بشكل كبير جراء هذا الوباء”. وبعد أن أشار إلى الآثار الاقتصادية البالغة التي خلفتها أزمة جائحة كوفيد 19 على المملكة، اعتبر أن قطاع السياحة الذي يوفر 80 مليار من العملة الصعبة وعائدات بقيمة 125 مليار درهم، يعد من أكثر القطاعات تضررا بفعل التوقف التام للنشاط السياحي، مما كان له تداعيات وخيمة على آلاف الأسر، مذكرا في هذا السياق بأن منظمة السياحة العالمية تتوقع تراجع عدد السياح بنسبة 60 إلى 80 في المائة حول العالم. ولتجاوز هذا الوضع، يقول المتحدث، اتخذت الحكومة تدابير عاجلة هي اليوم قيد التنفيذ، لا سيما التدابير التي اتخذتها لجنة اليقظة الاقتصادية لدعم المقاولات المتضررة، والمتمثلة في تأجيل الاستحقاقات الاجتماعية والضريبية والمالية، واستفادة الأجراء المتوقفين عن العمل من تعويض بتمويل من الصندوق الخاص بتدبير جائحة كوفيد 19. وسجل المسؤول أن قطاع السياحة، الذي يمثل 10 بالمائة من الناتج الوطني الإجمالي، استفاد أيضا من الدعم بفضل القانون 20-30 الذي سمح لمقدمي الخدمات بتعويض المبالغ المستحقة لزبنائهم بوصل بالدين على شكل اقتراح خدمة مماثلة أو معادلة دون أي زيادة في السعر، من أجل تجنب خطر إفلاس مقدمي الخدمات المغاربة وحماية مصالح الدائنين. وبخصوص جهة بالرباط – سلا – القنيطرة، أفاد بركاش أن النشاط السياحي بالجهة، على غرار جميع جهات المملكة، متوقف تماما، حيث أسفرت الإجراءات الضرورية المتخذة لمكافحة الوباء عن “شلل النشاط السياحي” بعد إغلاق الفنادق والمطاعم والمقاهي وتوقف حركة النقل، موردا أن ” آلاف العمال متوقفون عن العمل مما انعكس على مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة وأيضا على القطاع غير المهيكل وآلاف الأسر”. وعن الإجراءات المواكبة لعودة القطاع السياحي إلى نشاطه العادي، أكد المسؤول الجهوي أن قطاع السياحة يعاني لعدة أشهر من عدم وضوح الرؤية بشأن آفاق تطويره والتدابير التي سيتم اتخاذها من قبل السلطات المختصة، مسجلا أنه لم يتم الإعلان بعد عن موعد رسمي لإعادة فتح المؤسسات السياحية التي ترتهن لتطورات الحالة الصحية للبلاد. وشدد على أن استئناف أنشطة القطاع السياحي بشكل ناجح رهين بفتح الحدود واستئناف الرحلات الجوية، كما يتوقف على الحالة الصحية للبلدان المرسلة للسياح. وخلص بركاش إلى أنه “يتعين أن يتيح رفع الحجر الصحي العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية بفضل الجهود الحثيثة لكافة الفاعلين الذين سهروا على سلامتنا، من رجال السلطة والاطر الصحية وعمال النظافة، الذين استحقوا احترام الأمة بأكملها. فنحن الآن على وشك قلب صفحة وبدء صفحة أخرى”.