يوم واحد، بعد تمديد مدة سريان فترة حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا”، تحدث أحمد رضا الشامي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وعضو اللجنة الخاصة للنموذج التنموي عما أسماه “السيناريوهات” لإنهاء حالة الحجر الصحي. الشامي، وفي تسجيل مصور، بثه مساء أمس (الثلاثاء) عبر صفحته الشخصية على الفايسبوك، قال إن “أي سيناريو لرفع الحجر الصحي يحب أن يستند على ثلاثة مرتكزات، يهم أولها المعطيات العلمية التي نتوفر عليها حول طبيعة الفيروس، فيما يتعلق المرتكز الثاني بقدرة المستشفيات على استقبال المرضى وعلاجهم، بينما يرتبط ثالثها بدور الحكومة في حماية القدرة الشرائية للمواطنين والاقتصاد الوطني”. وأضاف الشامي، وهو يفصل في المرتكزات الثلاثة التي جاءت عل لسانه أن “المشكلة التي تواجهنا اليوم تتعلق بالمعطيات العلمية غير المكتملة”، موردا أن العلماء لديهم عدة أسئلة، من قبيل، “لماذا الرجال يموتون بالفيروس أكثر من النساء؟، ولماذا في كوريا الجنوبية هناك أشخاص أصيبوا بالفيروس للمرة الأولى، ثم تعافوا منه قبل أن يصابوا به مرة أخرى، هذا يعني أنهم لم يطوروا أي مناعة”. وكشف الشامي عن وجود “عدة سيناريوهات يتم اليوم دراستها في عدد من البلدان”، مشيرا في هذا السياق إلى “السيناريو الأوربي”، الذي يوجد حاليا قيد التفكير، والذي أشار إلى أنه يعتمد على “رفع الحجر الصحي مع مراقبة عدد المرضى الذين يلجون لأقسام الإنعاش”، مردفا أن هذا السيناريو وضع للعودة للحجر الصحي، إدخال “100 حالة لأقسام الإنعاش في أسبوع واحد، وفي حال انخفاض هذا الرقم إلى أقل من 50 حالة يتم رفع الحجر”، يوضح الشامي، الذي أورد أن الهدف من هذا السيناريو هو تعرض أكبر عدد من الأشخاص للإصابة لالفيروس من أجل تطوير مناعة جماعية، “ولكن تبين في كوريا الجنوبية الإصابة لا تعني المناعة أوتوماتيكيا”، يقول الشامي. سيناريو آخر تحدث عنه الشامي، يهم “رفع الحجر الصحي حسب الفئات العمرية”، مشيرا إلى أن هذا السيناريو ينبي على “إبقاء الأشخاص المسنين ممن لديهم مناعة أقل رهن الحجر في منازلهم”، قبل أن يعود ليؤكد على أن هذا السيناريو “يصعب قبوله من الناحية الاجتماعية أو الثقافية أو الحقوقية”. أما بالنسبة للسيناريو الثالث، الذي يراه الشامي، فقال إنه “يأخذ بعين الاعتبار البعد الجهوي”، مضيفا أن هذا السيناريو يقوم على رفع الحجر الصحي عن الجهات التي تعرف عددا أقل لحالات الإصابة، كمرحلة أولى، ثم بعدها باقي الجهات، كلما قل بها عدد المصابين. وفي حديثه عن حالة الطوارئ المعمول بها في المغرب، شدد رضا الشامي على ضرورة احترام الحجر الصحي، وعدم مغادرة المنازل إلا للضرورة القصوى، مؤكدا أن الحجر الصحي “أعطى نتائج إيجابية حيث قلل من انتشار الفيروس”، ثم زاد موضحا أن “المغرب مازال لم يصل بعد لمرحلة استقرار عدد حالات الإصابة”. واستطرد الشامي أنه “حينما نصل إلى 20 ماي بسلام، سنرى ماذا ستقرر الحكومة بشأن حالة الطوارئ”، ليردف وهو يخاطب رواد صفحته بالفضاء الأزرق “في رأيي الشخصي، وهذا الأمر مفتوح للنقاش، أظن أن علينا البقاء في منازلنا إلى ما بعد رمضان، وحينها يرفع الحجر الصحي للجميع لكن بشروط”. ومن بين هذه الشروط، التي يراه الشامي، ضرورة “التزام جميع المواطنين لحظة رفع الحجر ب”وضع الكمامات الواقية”، من أجل الحفاظ على صحتهم وصحة من حولهم، وكذا “احترام المسافات الوقائية وغسل اليدين”، إلى جانب “تقوية الاجراءات الوقائية في أماكن العمل والفضاءات العمومية”، و”توفير التحاليل المخبرية بشكل كاف”، مع “تفعيل تطبيق التتبع الرقمي مع احترام المعطيات الشخصية”، و “عدم السماح بتنظيم التجمعات الكبرى”. وزاد الشامي أن رفع الحجر الصحي لا يعني العودة إلى الحياة العادية، و”هذا الأمر علينا جميعا أن نقتنع به”، يقول الشامي، الذي شدد على أن هذه العودة “لن تكون ممكنة إلا بعد توفر اللقاح ضد الفيروس”، وهذا الأخير “لن يكون جاهزا، بحسب ما يقوله الخبراء، إلا في سنة 2021″، قبل أن يستدرك قائلا إن “التجارب السريرية ستمكننا من الوصول إلى أدوية ستكون ناجعة ضد الفيروس حتى بالنسبة للحالات الحرجة والصعبة”. هذا، وأبدى الشامي تفاؤله بانتصار المغرب على هذا الوباء، مضيفا أنه ب”فضل البحث العلمي والتعاون الدولي يمكننا الخروج من هذه الأزمة واسترجاع حياتنا السابقة العادية، وهذا الأمر سيتطلب بعض الوقت”.