صارالحديث عن اكتشاف الغاز بالمغرب يتجدد كل يوم، دون توضيحات يتم بموجبها تأكيد أو نفي الأنباء المتداولة من أجل تنوير الرأي العام، حيث أعلنت شركة "كوزموس إنرجي" أنها ستقوم بحفر أول بئر بترول لها في سواحل المغرب، حسب العقد الذي يربطها مع المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن. وجاء إعلان الشركة عن حفر أولى آبارها، منتصف مارس المقبل، خلال أشغال الأسبوع الدولي للبترول في لندن، حيث كشفت الشركة، التي يوجد مقرها في ولاية دالاس الأمريكية، أن عملية حفر البئر ستتبعها عمليات حفر لآبار بترول أخرى. طيلة العشر سنوات الأخيرة لم تخل التقارير الإعلامية الوطنية و الدولية من الحديث عن الاكتشافات النفطية بالمملكة والشركات المختصة ذات الصيت العالمي تتهافت من أجل إبرام صفقات التنقيب عن المحروقات التي خدعت التاريخ المعاصر للمغرب رغم ما يزخر به من مؤهلات طبيعة. وموازاة مع التقارير التي نشرتها الشركات المكلفة بالتنقيب، ظهرت مؤشرات أخرى إيجابية، حيث تحول المغرب إلى قبلة للشركات الراغبة في الاستفادة من رخص جديدة للتنقيب، وعلى رأسها "شيفرون" و"كيرن" وهو الأمر الذي اعتبره مجموعة من الخبراء دليلا قاطعا على وجود اكتشافات حقيقية للنفط والغاز بالمغرب. وفي هذا الإطار توافدت شركات نفطية من بينها شيفرون ثاني أكبر شركة نفط أمريكية والتي تبلغ قيمتها السوقية 231 مليار دولار وشركة "فاستنت" المدرجة في بورصة لندن الثانوية التي تبلغ قيمتها 80 مليون دولار على المغرب في العام الماضي. وسبق لشركات النفط البريطانية والأسترالية الإسبانية أن أعلنت السنة الماضية عن اكتشاف حقول للغاز بالمملكة إلا أن النبأ ظل يتأرجح بين الحقيقة والسراب دون توضيح من الجهات الحكومية المعنية. ويبقى تساؤل المهنيين مطروحا حول مدى حقيقة الاحتياطيات الضخمة التي أعلنت شركات أجنيبة عن اكتشافها في المغرب وعن مدى إمكانية أن تتكررفضيحة "تانسيفت" كما أن تساؤلات يطرحها المغاربة منذ شهور وهم يتابعون تهافت الشركات العالمية على التنقيب عن النفط في أراضي وبحار المغرب.