أفاد بلاغ صادر عن جماعة مدينة شفشاون اليوم الأربعاء، حصلت “رسالة 24” على نسخة منه، أنه وعلى إثر النقاش الدائر حول صباغة الادراج المؤدية إلى مقبرة مولاي علي بن راشد، بشارع الحسن الثاني وسط المدينة، والتي قامت بها جمعية نسائية قدمت من مدينة فاس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، فإن المجلس الجماعي لمدينة شفشاون يؤكد أن نشاط الجمعية المذكورة، تم بتنسيق بينها وبين العمالة، والمجلس الاقليمي لشفشاون، ولا علاقة للجماعة بذلك. وشدد البلاغ، على أن المجلس الجماعي لم يستشر ولم يخبر بهذا النشاط، ولم يطلب منه الترخيص لاقامته، كما أنه لم تتم استشارة أية جمعية للفنانين التشكيليين المتواجدة بالمدينة، او أي جهة أخرى مختصة في ميدان التشكيل. وأوضح بلاغ المجلس الجماعي، أن القيام بأي نشاط بفضاء عام يوجد تحت مسؤولية المجلس الجماعي بدون ترخيص مسبق منه، يعتبر مسا خطيرا مبدأ دستوري يتعلق بالتدبير الحر للجماعات الترابية، وتدخلا غير قانوني في اختصاصات وشؤون الجماعة. وأكد ذات البلاغ، أن مدينة شفشاون الحاضرة الأندلسية العريقة، كرست عبر التاريخ هوية بصرية بالوان جدرانها وخصوصية معمارها، كما أن مثقفيها وفنانيها منفتحون ومتعاونون مع كل من مد يده إليهم، مضيفا بأنه وبما أن الألوان المستعملة في صباغة الأدراج أثارت حفيظة العديد من الفنانين والمثقفين وسكان المدينة، فإن المجلس الجماعي سيعمل بعد توسيع الإستشارة على إصلاح هذا، الخطأ، حسب بلاغ المجلس الجماعي لشفشاون، دائما. وكانت عدة جمعيات ورواد مواقع التواصل الإجتماعي، قد أثاروا الأسبوع المنصرم، الجدل حول صباغة أدراج مناطق سياحية توجد وسط مدينة شفشاون باستعمال ألوان تشبه شعار فخر “المثليين” المعروف باحتوائه على ألوان قوس قزح، محملين المسؤولية في ذلك للمجلس الجماعي طبقا لما تنص عليه القوانين ذات الصلة، وبنود القانون التنظيمي 113/14 المتعلق بالجماعات، متهمين المجلس الجماعي بمحاولة التملص من المسؤولية بهذا البلاغ المتأخر زمنيا، وعدم تدخله لممارسة صلاحيته القانونية لتصحيح الوضعية ووقف النشاط في حينه، بدل التباكي على تجاوز صلاحيته من طرف جهات أخرى، بعد الانتقادات وإثارة المجتمع المدني للقضية. من جهتها، استبعدت فعاليات مدنية محلية، أن تكون الألوان التي تمت بها صباغة الأدراج تحمل أية دلالات إديولوجية أو جنسية مقصودة، معتبرة إياها مجرد ألوان طبيعية لتزيين الفضاء لا غير، وأن جميع التأويلات التي أعطيت لهذا الموضوع مبالغ فيها، وبعيدة كل البعد عن الواقع، ولا تخص سوى أصحابها، مؤكدين أن واقعة صباغة الأدراج بألوان قوس قزح تحولت إلى مجال للمزايدات السياسية بين الحزبين المتصارعين في المدينة، وأن الجميع مدعو لترك موضوع الحريات الفردية والحقوق الجنسية للأفراد، بعيدا عن الاستغلال السياسي الضيق للقضية.