علمت “رسالة 24” من مصادر طبية مقربة، أن حالة انتحار جديدة سجلت، أمس الجمعة، بدوار الخزانة، بجماعة باب تازة القروية بإقليم شفشاون، في أقل من أسبوع، والتي راح ضحيتها هذه المرة، شاب متزوج في عقده الثاني، وأب لطفلين. ووضع الضحية حدا لحياته داخل منزله، في ظروف لا زالت لحد كتابة هذه السطور غامضة، وذلك بعد تناوله لمادة كيماوية سامة تستخدم للتخلص من القوارض (سم الفئران)، ما عجل بوفاته في عين المكان، قبل حضور رجال الإسعاف، ليتم نقل الجثة إلى مستودع الأموات، لاخضاعها للتشريح من أجل الكشف عن أسباب الوفاة المباشرة، في حين باشرت مصالح الدرك الملكي، تحقيقا الموسعة حول ظروف وملابسات الحادثة بمحيط ولدى معارف وعائلة الهالك، علما أنه نادرا ما يقدم الذكور على الانتحار بتجرع سم القوارض، إذ غالبية حالات انتحار الرجال التي تم رصدها تتم عن طريق الشنق، عكس النساء اللواتي يفضلن تناول سم القوارض، أو العقاقير السامة، أو الارتماء من مكان مرتفع خاصة المباني السكنية. وتعتبر حالة الانتحار هاته، ثاني حالة انتحار تشهدها الشاون مطلع السنة الجارية 2019، بعد حادثة الانتحار الأولى التي اهتزت لها الجماعة القروية باب برد، الإثنين الماضي، 7 يناير الجاري، والتي راح ضحيتها شاب في عقده الثاني، بعدما عمد إلى تنفيذ حكم الاعدام في نفسه شنقا، داخل منزل العائلة في ظروف غير محددة أيضا. إلى ذلك، فقد عبر ناشطون محليون، عن قلقهم الشديد من تنامي ظاهرة الانتحار بمدينة الشاون، التي أصبحت توصف حسب تعبيرهم ب “عاصمة الانتحار” في المغرب، بسبب تعدد ارتفاع حالات الانتحار المسجلة بها خلال السنتين الأخيرتين، والتي فاقت 35 حالة، سنة 2018، وحدها. هذا، ولا يكاد يمر أسبوع واحد من دون وقوع حالة انتحار جديدة، أو محاولة فاشلة للانتحار، حيث أصبح من المألوف لدى الساكنة، سماع أخبار الانتحار بمختلف المناطق، خاصة القروية والجبلية والنائية منها. وحسب ذات الفعاليات المدنية، فإن أسباب تنامي ظاهرة الانتحار بالشاون، يعود بالأساس، إلى تفشي البطالة في صفوف الشباب، والإدمان على المخدرات بسبب الفراغ، والهشاشة، وسوء الأحوال المعيشية، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية المزرية في الأرياف، وقلة المشاريع التنموية، وصعوبة العيش بالمناطق الجبلية الوعرة.