بأمر من أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، تم أمس الأربعاء بمدينة تازة تنصيب أحمد الجناتي رئيسا للمجلس العلمي المحلي للإقليم. وفي كلمته بالمناسبة أبرز أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية مكانة العلماء في المملكة المغربية كمؤسسة رافدة ومعينة للإمامة العظمى إمارة المؤمنين، مذكرا بتمسك المغاربة بثوابتهم لأن في إطارها يحفظ الدين وتحفظ الدنيا والسياسة. وأضاف أن البيعة في المغرب عقد مكتوب يمضيه من يمثلون الأمة من علمائها وشرفائها وحرفييها وتجارها وعسكرييها وأعيان مدنها تشهد على ذلك مئات من وثائق البيعة عبر تاريخ المغرب الى الآن. وقال إن تلك الوثائق تبين أن الأمة تبيع مشروعية الحكم لولي أمرها مقابل التزامه بمبادئ معروفة لدى العلماء هي الكليات الخمس أو المبادئ العامة الكبرى الخمس وهي أن يلتزم بأن يحفط لها دينها ولهذا يسمي المغاربة أمير المؤمنين بحامي حمى الملة والدين. أما المبدأ الثاني، يضيف السيد التوفيق، فهو أن يحمي أنفسهم من العدوان أي تحقيق الأمن والثالث أن يحمي لهم نظامهم العام وهو ما يسميه العلماء بالعقل أي الشيء المتعارف عليه ويمكن ترجمته حاليا بكل الترسانية القانونية التي تنظم الحياة اليومية. وأضاف السيد التوفيق أن المبدأ الرابع هو أن يحفظ لهم مالهم أي معيشتهم بكل ما يعنيه ذلك من تنمية وعدل، بينما يتمثل المبدأ الخامس في حفظ الكرامة. وأبرز دور العلماء الذين يوجدون في خانة المبدأ الأول فبهم وبمعونتهم يحفظ أمير المؤمنين الدين وهؤلاء ليسوا بدعا في الأمور أو شيئا محدثا، إذ كانوا في السابق يسمون بمشيخة العلماء أو شيخ الجماعة في المدينة أو القرية الذي يتحلق عليه العلماء. ودعا السيد التوفيق العلماء إلى الاضطلاع بمهامهم ومسؤولياتهم في توجيه المواطنين في إطار الثوابت الدينية للمملكة، والانخراط بشكل فعال في الحقل الديني بهدف تعزيز القيم والثوابت المقدسة للمغرب. وفي تصريح بالمناسبة أعرب أحمد الجناتي عن سروره بهذا التكليف الملكي معربا عن عزمه العمل على تحقيق ما ينشده أمير المؤمنين من المجالس العلمية من حماية للثوابت الدينية المتمثلة في المذهب المالكي والعقيدة الاشعرية وإمارة المؤمنين والتصوف السني. وقال إن هذا المجلس سينفتح على المؤسسات العلمية والفقهاء والعلماء والمخلصين للدين والوطن وإمارة المؤمنين بهذا الاقليم إضافة للمؤسسات التعليمية والمدارس الشرعية وتحفيظ كتاب الله عز وجل وخدمة أهل الله وحماية أماكن اقامة الشعائر الدينية من الاختراق وحماية ثوابت الأمة. حضر هذا الحفل بالخصوص الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى وعامل إقليمتازة وأعضاء المجلس العلمي والعلماء والمنتخبون والسلطات المحلية .