أشرف السيد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، اليوم الثلاثاء بمدينة ابن جرير، على تنصيب المجلس العلمي المحلي الجديد لإقليم الرحامنة برئاسة السيد عمر ازدادو وعضوية ثمانية علماء من ضمنهم امرأة عالمة. وفي مستهل حفل التنصيب، الذي حضره، على الخصوص، السيد فريد شوراق عامل الإقليم والسيد أحمد يسف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى وجمع غفير من العلماء والأئمة والخطباء، ذكر السيد التوفيق بالتوجيهات الملكية السامية التي مكنت من توسيع خريطة المجالس العلمية للمملكة من 18 مجلسا سنة 2004 إلى 82 مجلسا علميا محليا في الوقت الراهن، وذلك توافقا مع توسع الخريطة الترابية، وسعيا إلى تحقيق سياسة القرب. وذكر الوزير، بالمناسبة، بالدور المنوط بالمجلس العلمي الذي يعد صورة حديثة لمشيخة العلماء المعروفة بالمغرب منذ قرون في ظل إمارة المؤمنين كمؤسسة شرعية جامعة بين أمور الدين والدنيا وقائمة على البيعة باعتبارها تعاقدا سياسيا وشرعيا بين الحاكم والمحكوم، مبرزا أن الشروط التي تنعقد عليها البيعة هي ما يصطلح عليه عند الفقهاء بالكليات الشرعية أو القضايا الجوهرية الكبرى المطلوب من العلماء تناولها في دروسهم وأحاديثهم لتنوير وتأطير عامة المسلمين. وأكد السيد التوفيق، في هذا السياق، على ضرورة تلقين هذه المبادئ الأولية للتلاميذ والطلاب في المؤسسات التعليمية وتعميق دراساتها في الجامعات قصد ترسيخ مثل هذه النظم الإسلامية العريقة وشروط استمراريتها في المغرب وتفاعلها المتين مع مكونات المجتمع المغربي الأصيل. وأوضح أن هذه الشروط تتمثل في حماية الملة والدين وتوفير الأمن والحفاظ على النظام العام وصيانة الأموال والممتلكات وصون أعراض الناس وكرامتهم، وهو ما يتعارف عليه اليوم بمنظومة حقوق الإنسان، مشددا، في هذا المجال، على المهام الموكولة إلى العلماء في التبليغ والتوجيه والالتزام بثوابت الأمة وفق مقتضيات السنة والجماعة والعقيدة الأشعرية. وبخصوص مفهوم ووظيفة العالم، فسجل السيد التوفيق أن أهلية العالم تنبني على أن يحمل علما شرعيا صحيحا يمكن أن ينتفع به الناس شريطة أن يكون أشعريا مالكيا لا يكفر الناس بأعمالهم وأن يكون " لابسا " لعلمه، أي أن تظهر عليه صفات هذا العلم في قوله وسلوكه وفعله، مشيرا إلى أن المجلس العلمي الأعلى ينكب حاليا على إعداد مجموعة من الوثائق والمشاريع التي ستكون بمثابة أرضية للعمل في برنامج السنة المقبلة الذي سوف تترجمه المجالس العلمية المحليةعلى أرض الواقع. وفي ختام هذا الحفل وجه رئيس المجلس العلمي لإقليم الرحامنة برقية ولاء وإخلاص إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أكد فيها استعداد علماء منطقة الرحامنة وحرصهم الشديد على الالتزام بثوابت الأمة ومقدساتها والتعبئة الشاملة من أجل التفاني في القيام بمهامهم النبيلة لما فيه مصلحة البلاد العليا والحفاظ على وحدة كيانها وخدمة رقيها وازدهارها.