مباشرة بعد الإعلان عن النتائج النهائية برسم الانتخابات الرئاسية التونسية، من طرف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات،بادر الرئيس المنتهية ولايته ، منصف المرزوقي، إلى تهنئة رئيس حزب " نداء تونس " الباجي القائد السبسي، بفوزه في الانتخابات الرئاسية واعترافه بالهزيمة. كما أذاعت المحطات الإذاعية وتلفزيون تونس كلمة لمنصف المرزوقي ، أوضح فيها كرونولوجيا غمار المنافسة الانتخابية للعودة الى قصر قرطاج ،و الذي لم يتوج بعد هزيمته أمام منافس وصفه بالشرس.كما شكر المرزوقي الشعب التونسي سواء الذي صوت له أو الذي لم يصوت لصالحه، مضيفا أن تونس عاشت حالة ديمقراطية غير مسبوقة وحراكا سياسيا حقيقيا. خطاب المرزوقي بعد هزيمته أمام السبسي، أرجعه مهتمون سياسيون إلى كون المرزوقي، يحاول أن يهدئ الشعب التونسي، حتى لا تنحرف مساعيه وينقلب كل شيء الى ما لا يحمد عقباه، وأيضاً رسالة الى أنصاره خصوصا في الجنوب التونسي ، وفي بعض المدن الاخرى، مثل مدينة قابس، التي شهدت مواجهات عنيفة بينهم وبين الأمن والحرس الوطني والشرطة، هذه الأخيرة، تدخلت بالغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين،لاسيما بعد قيام بعض المحتجين برشق مركز الأمن بالمنطقة بالحجارة، صاحبتها تخريبات وإحراق العجلات المطاطية، احتجاجا على اعتقال بعض الشباب قبل الإعلان عن النتائج الرسمية لهذه المنافسة الرئاسية، وأيضاً احتجاجا على نشر بعض القنوات التلفزية لنتائج عمليات سبر آراء حول الانتخابات الرئاسية. هذا، وعلمت (رسالة الأمة) من مصدر عليم مقرب من الرئيس الجديد ، أن تسليم السلط والاطلاع على الملفات الحساسة ، بين الرئيس المنتهية ولايته ، منصف المرزوقي وبين الرئيس الجديد القائد السبسي ، ستكون يوم الثامن يناير 2015، فيما أكد مهدي جمعة، رئيس الحكومة المؤقتة في لقاء صحفي، "أن تنصيب الحكومة الجديدة وكل مؤسسات الدولة المنتخبة سيكون على أقصى تقدير في أواخر شهر فبراير من السنة المقبلة" وفي السياق نفسه ، كشف جمعة " أنه غير معني برئاسة الحكومة القادمة، وأن حكومته جاءت بمهمة مقيدة بالزمان والمكان وستواصل تحقيق الهدف الذي جاءت من أجله الى حين تسلم الحكومة الجديدة مهامها والتي ستكون منظومة سياسية منتخبة لها السلطة والاستمرارية" وحسب المحللين السياسيين بتونس، الذين استقت ( رسالة الأمة ) آراءهم حول التحدي الكبير الذي ينتظر تونس بعد الإعلان عن النتائج الرسمية، إذ اتفق الجميع على قبول نتائج الانتخابات ، وأن ما جرى خلال الدور الثاني من الاستحقاقات الانتخابية كان متوقعا وفوز الباجي قايد السبسي وفق النتائج الأولية كان مرتقبا لاعتبارات عددوها في نتائج الدور الأول الذي فاز به مرشح نداء تونس بفارق موالي 6 نقاط عن منافسه، وأيضاً المعطيات المتوفرة على المشهد السياسي وهو وجود اصطفاف حزبي وسياسي كبير وراء الباجي قايد السبسي على عكس المرشح الثاني المنصف المرزوقي الذي أحاط نفسه بمجموعات حولها جدل ، في إشارة إلى حزب النهضة. للإشارة، وحسب ما اطلعت عليه الجريدة قبل الإعلان عن النتائج الرسمية، فإن هذه النتيجة كانت منتظرة وستنهي المرحلة المؤقتة وستدخل مؤسسات قارة لمعالجة الملفات الكبرى والتطرق إليها لأن المواطن التونسي ينظر إليها باهتمام كبير لما لها من ارتباط بحياته اليومية وتتعلق أساسا بالأمن والاستقرار والإرهاب والملف الاقتصادي والاجتماعي وكلها مجتمعة تمثل تحديات كبرى للرئيس الجديد لتوفير مناخ ملائم سياسيا وأمنيا.