أشادت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالهجرة الدولية، لويز أربور، أول أمس في نيويورك، بالتزام المملكة المغربية القوي لجعل مؤتمر مراكش للاعتماد الرسمي للميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة، "نجاحا كبيرا". وقالت أربور، في معرض ردها على سؤال لوكالة المغرب العربي للأنباء خلال مؤتمر صحفي بمقر الأممالمتحدة، إن "المغرب ملتزم بشكل قوي بجعل هذا المؤتمر نجاحا كبيرا (…) والسلطات المغربية منخرطة بشكل كامل في تنظيم هذا الحدث الدولي" المقرر أن تحتضنه مدينة مراكش يومي في 10 و11 دجنبر المقبل. وقد وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة في نيويورك، على النص النهائي للميثاق العالمي حول الهجرة، في أفق اعتماده رسميا في دجنبر المقبل . وأشارت أربور إلى أن المؤتمر سيتناول، أيضا "حوارين رفيعي المستوى حول قضايا الشراكة والابتكار والعمل والتنفيذ". وقالت ممثلة الاممالمتحدة "إلى حين حلول موعد المؤتمر، نأمل في تعبئة باقي الفاعلين للانضمام لهذا المجهود، لاسيما القطاع الخاص، الذي يبدي اهتماما بالغا، ويتوفر بصفة عامة على مقاربة إيجابية للغاية إزاء قضية التنقل البشري". وأضافت أن "ما أود رؤيته في مراكش هو الانفتاح على قاعدة أوسع من الفاعلين المعنيين، بالنظر إلى أن الميثاق غني جدا بأهدافه ال23 والمبادرات الكثيرة التي يدعو إليها". وأبرزت ان مراكش ستصبح بذلك "المكان الذي ستنطلق فيه مناقشة هذه المبادرات وتفعيلها، حيث أن الدول والشركاء الآخرين سيحملون ممارسات مبتكرة والتزامات". وشددت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالهجرة الدولية على أن الميثاق يعد بمثابة خارطة طريق للأمل وأن تنفيذه سيحمل "النظام والأمن والتقدم الاقتصادي للجميع". ويهدف الميثاق العالمي حول الهجرة إلى تمكين المهاجرين، سواء الباحثين عن حياة أفضل أو الفارين من العنف والفقر، من القيام بذلك بطريقة آمنة ومنظمة ومنتظمة. وينطلق نص الميثاق من فرضية مفادها أنه لا يمكن لأي بلد التعامل بمفرده مع إشكالية الهجرة، ويؤكد على الحاجة إلى "مقاربة عالمية لتحسين مزايا الهجرة". وجرت المفاوضات حول هذا الميثاق على مدى ست جولات وبمعدل جولة واحدة في الشهر منذ فبراير الماضي في نيويورك، وترأسها وسيطا المفاوضات، وهما السفيران الممثلان لكل من المكسيك وسويسرا لدى الأممالمتحدة. وتعود مبادرة التفاوض حول هذا الميثاق أساسا إلى أزمة الهجرة في أوروبا في سنة 2015 وإلى إعلان نيويورك بشأن اللاجئين والمهاجرين في 19 شتنبر 2016. ويؤكد الميثاق أن الهجرة كانت دائما جزءا من التجربة الانسانية على مر التاريخ داعيا الدول الاعضاء الى الاقرار بأنها "يمكن ان تكون مصدرا للازدهار والابتكار والتنمية المستدامة في عالمنا المعولم".