المغرب يواجه ضغطا غير مسبوق من قبل المهاجرين غير النظاميين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، وعبد الوافي الفتيت، وزير الداخلية، وناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ونظرائهم الأوروبيين، يتفقون على البحث عن تدابير ناجعة لتخفيف الضغط على المملكة وإنقاذ حيوات آلاف المهاجرين السريين الذين يركبون "مقبرة المتوسط"، إلى جانب العمل على أنسنة الهجرة السرية. هذا ما خلصت إليه النقاشات الرسمية وغير الرسمية على هامش أشغال المؤتمر الوزاري الخامس للحوار الأورو- إفريقي حول الهجرة والتنمية، الذي احتضنته مدينة مراكش يوم أول أمس الأربعاء، والذي جمع 57 دولة من إفريقيا (25) ومن أوروبا (28). خوان إغناسيو ثيودو، وزير الداخلية الإسباني، أكد في تصريح للصحافة في أعقاب لقائه بوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، على هامش أشغال المؤتمر الوزاري الخامس للحوار الأورو- إفريقي، أن "المغرب يواجه ضغطا عاليا جدا مقارنة مع الماضي، نظرا إلى أن ضغط الهجرة السرية القادمة من إفريقيا الوسطى والساحل مرتفع جدا مقارنة مع الماضي" في مجال الهجرة. لهذا أعرب عن امتنانه وشكره العميق للمغرب على الجهود التي يبذلها من أجل تفادي الخسائر في الأرواح، بسبب محاولات المهاجرين غير الشرعيين عبور البحر الأبيض المتوسط، قائلا: "نحن ندرك هذه الجهود، ونستعد لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتعزيز الآليات الضرورية من أجل تفادي الهجرة السرية وإنقاذ حياة المواطنين وتفادي إزهاق الأرواح البشرية بمياه البحر الأبيض المتوسط. على صعيد متصل، ووفقا لوكالة المغرب العربي للأنباء، أجرى ناصر بوريطة على هامش اللقاء مباحثات مع عدد من الوزراء الأفارقة والأوروبيين ودبلوماسيين أمميين، تناولت إشكالية الهجرة. إذ التقى بكل من الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للهجرة لويز أربور، والوزير البوركينابي للإدماج بإفريقيا والبوركانابيين بالخارج بول روبير تياندريبوغو، والوزير الهنغاري للشؤون الخارجية والتجارة بيتر زيجارتو. وفي تصريح للصحافة، أوضحت السيدة لويز أربور، أن هذه المباحثات تناولت التحضير لمؤتمر الحكومات من أجل المصادقة على الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة، المزمع تنظيمه خلال شهر دجنبر المقبل بالمغرب، موضحة أن مسلسل الرباط يغذي كل المحادثات والمفاوضات بنيويورك تمهيدا للمصادقة على هذا الميثاق