بعد 7 سنوات على رحيل الكاتب المغربي محمد شكري، تعود إذاعة «هولندا العالمية» للنبش في ماضيه. وكشف الموقع الرسمي للإذاعة عما أسمته «الوجه الخاص بشكري المثلي». في هذا السياق قال كاتب المقال محمد أمزيان إنه «في فترات من حياته وتحت وقع الفاقة والحاجة وكذا الرغبة في التجربة والتنويع كما يفعل البوهيميون، مارس الكاتب المغربي محمد شكري نزعاته الجنسية المثلية، سواء عندما كان يتسكع في أزقة «سوق الداخل» في طنجة أو عندما تعرف على كتاب أجانب أقام معهم علاقات، لم تكن كلها أدبية، أمثال جان جينيه في العرائش وبول بولز في طنجة. هذا ما استخلصناه من حديث مع «الروبيو»، صديق شكري الحميم على مدى ثلاثين سنة». ويواصل كاتب المقال النبش في مسار الروائي المغربي من خلال استحضار قول الروبيو: «ذكريات محمد شكري لن تنسى، لم نكن نفترق، كنا دائما في الحانات. وحينما كنا نسكر كنا نتحدث عن كل شيء، عن الفن والأدب والسياسة وتقواديت (القوادة)». و«تقواديت» في عرف هؤلاء الليليين تعني الحديث عن بائعات الهوى وعالم الغلمان. «لم تكن تحكمنا رقابة»، وغلمان محمد شكري دائما فوق سن العشرين». وحول مسألة حقيقة زواج شكري، فإن الأخير كان يردد، حسب قول رفيقه الروبيو: «هل سأتزوج بامرأة واحدة وأترك مائة امرأة؟»، ذاك هو الجواب الذي اعتبره كاتب المقال «مراوغة من الروبيو لتفادي الخوض في الجانب الآخر من حياة شكري، جانب نزوعه الغلماني الذي طالما اقترب منه شكري في كتاباته دون الإفصاح عنه. ألم يكن شكري يميل أيضا إلى الرجال؟ أسأل الروبيو، فيجيب بطريقة غامضة: «أنت تعلم أن شكري كان صديق جان جينيه، وهذا الأخير كان مثليا».دعارة محمد شكري الغلمانية في «السوق الداخل» يسميها الروبيو ب«العملية». يضحك قبل أن يواصل أمام إلحاح السؤال: «إسمح لي، هناك أشياء لا يمكن الجهر بها هنا في المغرب». وأضاف صاحب المقال أن الروبيو عاشر الكاتبَ الفرنسي البوهيمي جان جينيه في مدينة العرائش، كما عاشره شكري. وفي إحدى المرات، قدم شكري صديقه الروبيو إلى الكاتب بول بولز المقيم في طنجة على أساس أنه «غلام جان جينيه». يعلق الروبيو على الحادثة قائلا: «قلت لمحمد شكري: قل له (لبولز) نحن الاثنان من غلمان جان جينيه». واعتبر مزيان أن حانة «سكوتش» في طنجة كانت ملتقى الشاذين جنسيا والمثليين. وكان شكري والروبيو يترددان عليها باستمرار، وفي آخر الليل كانا يعودان إلى البيت مصحوبين بصيدهما أو كانا يُصادان. يلمح شكري في كتاباته إلى ميوله المثلية ولا يفصح. لماذا؟ «لأنه كان يخاف»، يقول الروبيو. ولكن ممن؟ ألم يكن هو صاحب المعول الذي هوى على كل أنواع الطابوهات؟ وأرجع الروبيو -حسب ما جاء في المقال- سبب تهرب شكري من الإفصاح عن ميوله المثلية في كتاباته صراحة إلى «الموروث الثقافي. فنظرة المجتمع نحو من يمارس الجنس «على» الذكور أخف وطأة ممن يمارس عليه، كما أن الإطار الديني المحافظ في المغرب يحتم اتخاذ الحذر». ينكر الروبيو أن يكون هو مثليا. «أنا مهتم بالمثلية» فقط، يقول بنوع من المواربة. «وهل محمد شكري كان مثلك مهتما بالمثلية». «نعم»، يجيب الروبيو. «إلا أن ذلك كان في فترات ضعفه».