اتفقت الدولة ومجموعة البنك الشعبي على تفويت نسبة 20 بالمائة من رأسمال البنك الشعبي المركزي لفائدة البنوك الشعبية الجهوية بمبلغ 5،3 مليار درهم. وبذلك، ستصبح البنوك الشعبية الجهوية المساهم المرجعي في البنك الشعبي بامتلاكها نسبة 40 بالمائة من رأسمال البنك الشعبي، في حين تمتلك الدولة والبنوك الشعبية الجهوية معا غالبية رأسمال البنك الشعبي المركزي. وتهدف هذه العملية، التي تم التوقيع عليها اليوم، إلى تعزيز التناسق بين مكونات القرض الشعبي للمغرب وتقريب بنيته التنظيمية من المعايير التي تتبعها كبريات المجموعات الدولية ذات الشكل التعاوني وتدعيم الارتباط الوظيفي والتنظيمي بين هيئات القرض الشعبي للمغرب. وأكد صلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية، خلال ندوة صحفية، أن هذه العملية تروم تعزيز دور الأبناك الجهوية ومواكبة إعادة هيكلة المؤسسات المالية بالمملكة. وأشار إلى أنها تندرج أيضا في إطار التدابير الكفيلة بالنهوض بدور الأبناك الشعبية الجهوية في مواكبة ورش الجهوية المتقدمة. ومن جهته، قال رئيس اللجنة المديرية للقرض الشعبي محمد بنشعبون إن هذه العملية، التي تشكل "منعطفا تاريخيا في مسار البنك الشعبي المركزي" تجعل من الأبناك الشعبية الجهوية مساهما مرجعيا بالبنك الشعبي المركزي وتسمح للقرض الشعبي بالمغرب من تعزيز طابعه التضامني. وأضاف أن هذه العملية ستساهم أيضا في تكريس الطابع الجهوي للمجموعة من خلال تواجد أبناك في الجهات، وتسمح باتخاذ القرارات على مستوى الجهات وتقوية انخراط المجموعة في تمويل النسيج الاقتصادي الجهوي. وأكد بنشعبون أن تنفيذ هذه العملية ستتم من خلال تفويت الدولة ل 20 بالمائة من رأسمال البنك المركزي الشعبي وتوزيعها على 10 أبناك شعبية جهوية في حدود 2 بالمائة لكل واحد منهم. وأبرز أنه بالموازاة مع ذلك، ولمواكبة البنية الجديدة لرأسمال البنك الشعبي المركزي, يعتزم هذا الأخير الزيادة في رأسماله بنسبة 10 بالمائة من خلال عرض عمومي للبيع في البورصة و5 بالمائة مخصصة للمستخدمين. وأضاف بنشعبون أن البنك الشعبي المركزي سيقوم في مرحلة قادمة بإدماج إحدى المؤسستين، وطنية أو أجنبية، في رأسمال البنك بحصة تتراوح مابين 5 و15 بالمائة. وتعد الأبناك الجهوية الشعبية أبناكا تضامنية في رأسمالها المملوكة من طرف زبنائها، وتهدف إلى المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجهات وتعبئة المدخرات وترويجها على مستوى الجهات المتواجدة بها.