ضمن فعاليات الرحلة الدراسية إلى الحسيمة ، نظمت الجمعية المغربية للبحث التاريخي صبيحة هذا اليوم، 13 ماي ، بالمركب الثقافي و الرياضي بالحسيمة، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا ، ندوة تحت عنوان: على خطى محمد بن عبد الكريم الخطابي، بدعم من الولاية و مجلس الجهة و الجماعة الحضرية للحسيمة. ترأست الدكتورة ماريا دادي ( كلية الآداب و العلوم الإنسانية بوجدة) الجلسة الإفتتاحية، منوهة بالمؤسسات الداعمة لهذه الندوة التي تؤطرها الجمعية المغربية للبحث التاريخي، كما اعتبرت الأمير بحمولته التاريخية الوازنة شخصية تتجاوز منطقة الريف لتصبح شخصية وطنية. أما كلمة الكاتب العام للجهة السيد عبد الله بودرة ، فقد أكد في كلمته أن الريف هو قلعة للجهاد و ملتقى الحضارات، كما عبر عن استعداد الجهة لدعم و احتضان مثل هذه المبادرات ذات الأهمية. و في كلمة لرئيس الجمعية المغربية للبحث التاريخي الأستاذ عبد الرحمن المودن، اعتبر فيها هذه الرحلة بهذا العنوان ، هي تجسيد لإرادة الاعتراف بدور هذه المنطقة في المقاومة، و تأثيراتها على الصعيد الإقليمي. و قد اعتبر الجمعية التي يترأسها من الجمعيات العالمة التي ترمي إلى تكريس قيم المواطنة، انطلاقا من الموضوع التاريخي. و قد افتتح الأستاذ الباحث عبد الله كموني الجلسة العلمية بمداخلة عنونها ب " ورقة تعريفية بمحمد بن عبد الكريم الخطابي من خلال جريدة تلغراف الريف" تحدث فيها عن نسبه الذي ينتهي حسب بحثه إلى الخطابيين الأدارسة. مشيرا إلى فترة دراسته بالقرويين، وولوجه إلى مدينة مليلة أستاذا و قاضيا بمكتب الشؤون الأهلية... و في مداخلة للدكتور رشيد اليشوتي بعنوان "بعض المحطات الحاسمة في الثورة الخطابية 1921 1926م، تطرق فيها إلى مشكلة الأسرى الإسبان لدى الريفيين، و دور كل من ادريس بن السعيد السلاوي كوسيط ديبلوماسي بين الإسبان و الريفيين، الذي انتهى به المطاف بالاغتيال لأسباب ترتبط بالخيانة. و دور القائد حدو بن حمو البقيوي الريفي، الذي لعب دور السفير للأمير في الجزائر الفرنسية حسب تعبيره ، و قد أكد في معرض حديثه عن القائد حدو أنه داهية سياسية، و يمتلك رؤية مستقبلية من كثرة قراءته للجرائد الفرنسية و الإسبانية ؛ فمن جملة الشواهد التي استند إليها الباحث لتأكيد هذه الفكرة، هو رفض البقيوي إطلاق سراح الأسرى الإسبان خاصة "الجنرال نبارو" لأن ذلك حسب البقيوي سيؤدي إلى قصف الريفيين بكور الرهجز أي الغازات السامة، و هذا ما حدث. و في مداخلة أخرى بعنوان:" أصداء حرب الريف بتركيا" ل ذ. عبد الرحمن المودن( رئيس الجمعية) استنتج أصداء الحرب الريفية من بعض الصحف التركية منها صحيفة "الوقت" لأحمد أمين التركي، و محمد أمين... أما مداخلة الأستاذ عثمان بناني (كلية الآداب و العلوم الإنسانية الرباط)، فكانت تحت عنوان:"مسألة استسلام الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي : الأسباب و النتائج" أشار فيها إلى التحالف الدولي الإسباني الفرنسي الأمريكي ضد الريف، مع استعمال غازات سامة محضورة دوليا بموجب اتفاقية جنيف. و حصار المنطقة اقتصادية، كانت أسبابا موجبة للجوء إلى الجانب الفرنسي، رافضا كلمة "استسلام". تحرير : إبراهيم مومي