وضع أربعة جمركيين، يوم الثلاثاء الماضي، تحت الحراسة النظرية بمركز الدرك الملكي بسلوان، بعد نصبهم لكمين داخل المدار الحضري، أدى إلى انقلاب مفاجئ لسيارة عادية على حافة الطريق الذي وضع به الكمين، كاد أن يودي بحياة سائقها. و أشعل الحادث شرارة احتجاجات عارمة، لجأ خلالها المئات من المواطنين إلى تنظيم مسيرة في الطريق العمومي الرابطة بين الناظور والعروي، على طول مسافة أزيد من سبعة كيلومترات، استمرت من الساعة السابعة مساء إلى حدود الساعة الثالثة من صباح الأربعاء الماضي، فيما نقل الجمركيون الأربعة بصعوبة بالغة وسط حراسة أمنية مشددة نحو مركز الدرك الملكي، بسبب إصرار بعض المحتجين على إخضاعهم ل «محاكمة جماهيرية» في مسرح الحادث. وأوضحت مصادر مطلعة، أن ملابسات الحادث بدأت بمحاولة اعتراض الجمركيين الذين كانوا على متن سيارة شخصية من نوع ميرسيدس 190 لسيارة مخصصة للتهريب عبر استعمال السلاسل الحديدية في الطريق المعروف بكثافة حركة السير على طولها لكنهم فشلوا في الإيقاع بها، و بالمقابل تسببوا في حادث انقلاب لسيارة أخرى من نوع رونو 18، لا علاقة لها بأي نشاط غير قانوني، ما أثار حفيظة معارف سائق السيارة الذي نجا بأعجوبة، قبل أن تلتحق بهم أعداد أخرى من المواطنين، شرعوا على الفور في رشق السيارة المستعملة في المطاردة بالحجارة. وأضافت المصادر ذاتها، أن تدخلات مكثفة بذلها مسؤولون في عين المكان، لإقناع المحتجين بفتح الطريق أمام حركة السير التي عرفت شللا تاما لساعات طويلة، قبل أن ينتقل أعداد منهم إلى محاصرة مركز الدرك الملكي، ومحاولة اقتحامه بعد نقل الجمركيين الأربعة إليه، ووضعهم رهن الحراسة النظرية، لتتجدد محاولات امتصاص غضب عشرات المعتصمين أمام المقر الأمني عبر تقديم وعود لهم بمحاكمة الجمركيين المتسببين في الحادثة، ومحاضر الاستماع إليهم للعلن، فيما كان العديد من المواطنين الغاضبين يلحون على ضرورة إخبارهم بزمن إحالتهم على المحكمة، لمعرفة العقوبات الصادرة في حقهم بناء على آثار الخطأ المهني الجسيم الذي ارتكبوه، على حد تعبيرهم.