تعاقب على تدريب المنتخب المغربي، منذ عام 1962 حتى 2010، 34 مدربا من مختلف الجنسيات، كانت أكثرها تكلفة ماديا البلجيكية، في شخص إيريك غيريتس، الذي لا يزال يدور حوله الجدل بعدما أكد أنه بإمكانه البقاء مع الهلال السعودي خمس سنوات، وهو ما زاد من حنق الجمهور الرياضي على الاتحاد المغربي، بعد أن مل من هذا "الصراع غير العادي" حول الخبرة البلجيكية، التي لا يعرف بعد حصاد تجربتها، خاصة أنها المرة الأولى التي يتعامل فيها أسود الأطلس مع هذه المدرسة. وحاول وزير الشباب والرياضة، منصف بلخياط، إزاحة بعض علامات الاستفهام بخصوص ما يحدث داخل المنتخب بالتأكيد مجددا، في برنامج إذاعي، أن غيريتس سيكون في المغرب، يوم 15 تشرين الثاني (نوفمبر)، المقبل، إلا أن ذلك لم ينجح من تبديد المخاوف حول مصير أسود الأطلس. وقد يكون هذا التشبث المستميت بالأطر الأجنبية له ما يبرره. فإذا أعدنا شريط إنجازات المنتخب لمعرفة من يقف وراءها قد نقترب من الإجابة على هذا السؤال! وليس دفاعا عن جهة على حساب أخرى، إلا أن النبش في لائحة المدربين الذين تعاقبوا على قيادة دفة الأسود، تظهر أن الثقة وضعت 15 مرة في المدربين المغاربة للإشراف على المنتخب، إذ إن 18 منهم (إذا احتسبنا المساعدين الثلاثة للإطار الوطني حسن مومن)، خاضوا هذه التجربة، غير أن واحدا منهم فقط حقق النتائج الأبرز في مسار الأطر المحلية، ويتعلق الأمر ببادو الزاكي، الذي أوصل أسود الأطلس إلى المباراة النهائية، في تونس سنة 2004، بعد تقديمهم عروضا كانت أكثر من ممتازة، وأعادت الروح إلى الجماهير. كما أن المدرسة الفرنسية، رغم احتلالها المرتبة الأولى في لائحة الأجانب ب 9 مدربين والثانية بعد الأطر الوطنية، لم تنجح في تحقيق نتائج تذكر، باستثناء الظهور بوجه مشرف مع هنري ميشيل في نهائيات كأس العالم سنة 1998 في فرنسا، وهو ما جعل المنتخب المغربي آنذاك يتربع على العرش الأفريقي والعربي في تصنيف الفيفا، إذ سبق له أن احتل المركز الحادي عشر عالميا، كأحسن مركز عربي و أفريقي. وتبقى المفارقة الأغرب هي أن الأسود لم يخوضوا سوى مرة واحدة تجربة المدرسة الرومانية، إلا أنها كانت الأولى والأخيرة وراء الإنجاز القاري الوحيد، الذي حققه أسود الأطلس، ويتعلق الأمر بالإطار غيورج ماردريسكو، الذي كان وراء الفوز الوحيد بكأس إفريقيا سنة 1976 في أديس أبابا العاصمة الإثيوبية. أما المدرسة البرازيلية، التي تركت بصمتها كذلك على مسار أسود الأطلس من خلال 3 مدربين، فلا ينسى المغاربة فضلها الكبير في تلميع صورة الكرة الوطنية، من خلال جوزي فاريا الملقب ب "المهدي فاريا"، الذي بصم على ذكريات متميزة هنا في المملكة، حيث استمر في قيادة المنتخب حوالى ست سنوات، وصل خلالها سنة 1986 بالمنتخب الوطني إلى الدور الثاني من كأس العالم، كأول فريق عربي يتمكن من تحقيق هذا الإنجاز. ورغم أن أسود الأطلس احتكوا بالمدرسة الأرجنتينية، والألمانية، والبولندية، والبرتغالية، واليوغوسلافية، إلا أنهم في تلك الفترات لم يحققوا نتائج تذكر، ما يجعل البعض يراهن على أن البلجيكية الأولى قد تكون ثابتة، وإذا كان العكس، فسيكون على الاتحاد المغربي تجربة إما المدرسة الإنكليزية، أو الهولندية، أو الإسبانية، ولما لا قد يأتي الفرج مجددا على يد المدرسة الرومانية!. | المزيد | | | | | | | | |