شدد مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان يوم الثلاثاء 14 دجنبر2010 بصفرو ضرورة الحرص على رفع شعار الحصانة التربوية قصد تأهيل المدرسة ضد أي اختراق خارجي يطال الهوية المغربية . وأوضح السيد محمد ولد دادة في لقاء حول موضوع” التربية التجليات والمقاصد ” أن التوجه إلى منطقة الحصانة التربوية بات ضرورة ملحة في زمن أضحت فيه الهوية الوطنية مهددة ” وأضاف ” أنه يتعين على المدرسة المغربية أن ترفع سقف طموحها قصد تعزيز تموقعها في خريطة القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة , والتشبث بالثوابت المغربية الأصيلة خاصة وأنها تمتلك من الإمكانيات والمكتسبات ما يجعلها مؤهلة لذلك” . وأبرز في كلمته بالمناسبة لدى افتتاحه أشغال اليوم الدراسي أهمية وضرورة إقامة جسور للتواصل بين الأسرة والمدرسة للتأكيد على الثوابت والتشبث بالقيم والهوية الوطنية ” موضحا طبيعة العلاقة التي يجب أن تكون عليها الأسرة والمدرسة بهدف التصدي للإختراقات والقيم الدخيلة على الأمة والمجتمع ” إننا نعيش اليوم أزمة قيم وأزمة أخلاق يضيف ولد دادة ” من هنا أهمية الشعار الذي ترفعه أكاديمية التعليم بفاس بولمان في إطار الشراكة التي توقعها مع المجلس العلمي المحلي بصفرو” ولابد من مقاربة موضوعاتية لقطب الحصانة الآن ضد كل القيم الهجينة التي تطال الهوية الوطنية والتي مصدرها الخارج ” وركز مدير الأكاديمية في كلمته خلال اليوم الدراسي الذي نظمه المجلس العلمي المحلي بتعاون مع نيابة التعليم بصفرو تحت شعار ” التربية التجليات والمقاصد ” على ضرورة إصلاح المدرسة المغربية من الداخل ومن الخارج كذلك عبر تعزيز وتفعيل سبل التواصل في ما يتعلق بعلاقة الأسرة بالمدرسة” معتبرا” التعليم والتربية سيان مشددا على أهمية إقامة جسور التواصل الهادف والمسؤول بين المؤسسة التعليمية والمحيط من اجل غد مشرق للناشئة وللمجتمع المغربي” عبد الكريم اوبدا أستاذ بمركز تكوين المعلمين من جهته قد م عرضا تحت عنوان البعد النفسي والتنشئة الاجتماعية دعا من خلاله الى أهمية استحضار البعد السيكولوجي خلال عملية التنشئة سواء داخل البيت أو في المدرسة “وقال في معرض تقييمه للحصيلة إن ” طرح الأسئلة كان أقوى من الإجابات ، وهذا مؤشر على نجاح اليوم الدراسي ”مضيفا أن استحضار البعد السيكولوجي في التنشئة هواستحضار لطبيعة الشخصية وهو أيضا استحضار لمبدأ الذكاءات المتعددة, ولأن الشخصيات متعددة فكل شخصية تقتضي أسلوبا معينا . وخلص من خلال عرضه انه لا يمكن اعتماد طريقة واحدة في التكوين والتنشئة الاجتماعية . في هذا السياق ميز الأستاذ بين نوعين من الاساتذة ، أستاذ تقني يوظف المناهج توظيفا آليا ، والثاني محترف يؤسس عمله على قاعدة سيكولوجية علمية. وهو الأفضل من جهته أعرب الدكتور خالد الصمدي أستاذ التعليم العالي من خلال عرض بعنوان ” التربية على القيم ” ابرز من خلاله أن التربية على القيم اختيار موفق لأنه يدخل في صميم عملنا مضيفا”ان الشراكة المبرمة بين النيابة والمجلس العلمي المحلي بصفرو تشكل خطة عمل على مدى 15 سنة القادمة، لان قضية التربية على القيم تتطلب نفسا طويلا “. مشيرا الى أن الإعلام ” إ ذا لم يكن له رؤية مندمجة مع رسالة المؤسسة التعليمية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يؤدي رسالته ” وفيما يتعلق بالجانب المفاهيمي أوضح الدكتور الصمدي أن في كثير من الأحيان نخلط بين التربية على القيم والتربية على الأخلاق والسلوك ، مبرزا أن المسألتين بينهما خصوص وعموم. ذلك أن الاهتمام بالجانب الوجداني وحده لايحقق التربية على القيم ،ى لان الأمر أشمل ، المطلوب الآن يضيف الصمدي هو ” أبحاث ونظريات علمية وبرنامج عمل قابل للتنفيذ ” . وأوضح في ذات السياق أن الجانب الأخلاقي هو سلوك ؛ مؤكدا أن التربية على القيم ابعد من ذلك حيث تبدأ أولا بتصحيح المفاهيم والتصورات حتى يتحرر السلوك ويستقيم وشدد الصمدي في نهاية عرضه على أهمية الانتقال من الأمن التعليمي الى الأمان التعليمي، أي الانتقال من المقاربة الأمنية الى التربية الوالدية مقدما أمثلة في السياق. الدكتور الحاج الحسن الفيلالي زين رئيس المجلس العلمي المحلي بصفرو دعا الى إنقاذ المدرسة المغربية بقوله “يجب أن لا نحارب الشرير ولكن يجب أن نقضي على منابع الشر” . ودعا الى تكامل السلطة والمال والعلم معتبرا أن التكامل بين العناصر الثلاث وحده قادر على تحقيق النجاح لأعمالنا . واستحضر رئيس المجلس العلمي المحلي بصفرو إكراهات المرحلة بقوله ” المجلس العلمي المحلي يتكون من ثمانية أشخاص وبذلك، لا يستطيع أن يؤطر إقليما بكامله بشساعة أطرافه ، لكن عزاءنا وسندنا بعد الله سبحانه وتعالى في مثل هذه الشراكة اليوم مع نيابة التعليم بصفرو” معتبرا الشراكة لبنة أولى في أفق ترميم ما ضاع وإصلاح ما فسد . ودعا حسن زين الفيلالي الى أن نضع اليد في اليد ، وان نتسلح بالصبر والإيمان وان نحمل هم هذا الشأن جميعا حتى نستطيع أن نصل الى أهدافنا . أما السيدة النائبة فائزة السباعي فقد وجهت نداء الى السلطة والأسرة والإعلام وكافة مكونات المجتمع من أجل العمل سويا لتقويض المشاكل الأخلاقية الناجمة واستئصال التمظهرات التي تسيء الى المؤسسة التعليمية وقالت” إن مشروع تعميم مراكز الاستماع ومن خلالها ترسيخ ثقافة الإنصات لأبنائنا وبناتنا يجب الانكباب عليه و التفكير فيه بجدية “. وكشفت عن نية النيابة التفكير جديا في تأسيس مجلس التلاميذ وإشراكهم في تدبير القرار بخصوص الفضاءات المدرسية. واعتبرت في كلمة لها أن إشكال المحيط بالمؤسسة التعليمية كبير وشائك جدا ، ويجري فيه ما يجري، والمدرسة سريعة الامتصاص لما يجري في محيطها ، لان الفئات العمرية التي تستهلك المنتوج فئة هشة تعيش اضطرابات هرمونية في إطار مرحلة حساسة ودقيقة في حياتها فهي تسائل الواقع باستمرار كما تعيش فترة من الشك للبحث عن اليقين، هذا المحيط يتعين علينا فهمه ، كما ينبغي أن نتعاون عليه جميعا ، نداؤنا تضيف السباعي الى كافة مكونات المجتمع المدني ، وبشكل خاص الى رجال السلطة و لوسائل الإعلام . لكن أقوى لحظات اليوم الدراسي الذي نظمه المجلس العلمي المحلي بتعاون مع نيابة إقليمصفرو الثلاثاء 14 دجنبر 2010 جسدتها لحظة توقيع اتفاقية الشراكة بين المجلس العلمي المحلي برئاسة الدكتور الحاج الحسن الفيلالي زين والسيدة النائبة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بصفرو فائزة السباعي ، حفل التوقيع تم تحت إشراف الأستاذ محمد ولد دا دة مدير أكاديمية التربية والتكوين جهة فاس بولمان . وركزت مداخلات الحضور، بالخصوص، على ضرورة بلورة استراتيجية متكاملة لتحصين الأخلاق من خلال المدرسة بالمملكة، ووضع الإمكانيات رهن إشارة كل من له القدرة على المساهمة في تنزيل مضامينها, إضافة إلى معالجة المعضلة وسد الثغرات المرتبطة بالحقل الإعلامي في هذا المجال. بقيت الإشارة الى أن رجاء حمودي أولى علوم تجريبية ثانوية بئر انزارن قدمت عرضا حول” واقع التربية من منظور تلاميذي” كما تم عرض شريط تربوي تلته مناقشة عامة.