قام مقاول بعقد صفقة التزم فيها بتنفيذ ما جاء في دفتر التحملات لترميم مدرسة !! وهذا مجرد مثال من الواقع ..وقس عليه وهلم جرا.. بدأت الأشغال وبدأ العمال كخلية نمل .. عمال التبليط وعمال الصباغة وعمال النجارة ...استبشر الأساتذة في مقدمة المستبشرين خيرا بأن المدرسة ستصبح محترمة ولائقة وتشرح النفس لأداء الواجب. في الأيام الأولى بدا هذا الترميم أنه مجرد ترقيع ...بالصدفة لمس أحد الأساتذة جزءًا من أرض تم تبليطه .. فتفتت الجزء واتضح أنه رمل بدون إسمنت .. وتمت إعادة التبليط .. وطيلة أيام الأشغال لم يحضر أحد لمراقبة جودة الأعمال وهل هي بالمعايير المطلوبة وهل تم تنفيذ ما بدفترالتحملات لا من التقنيين ولا من المسؤولين ... افتضح أمر المقاول فبدأ في السرد: إن لكل صفقة ثمنها ويكون الثمن غاليا في بعض الأحيان للحصول على إحدى الصفقات لأن المنافسة شرسة و”التدويرة” كبيرة لأعلى مسؤول إلى أبسط مسؤول .. وبعض المرات أكمل من جيبي لأداء أجور العمال!! ولذلك يكون لزاما علي أن أغش .. وبالفعل عمر الترميم لأقل من سنة !! فتح الأظرفة وعقد الصفقات مجرد تمثيلية يتبادل فيها المقاول الأظرفة من تحت الطاولة ومن فوق الطاولة سواء بسواء !! ويبقى دفتر التحملات حبرا على ورق !! بقلم الأستاذ عبد الله جراني